إخبار المخطوبة خطيبها بتمزيقها غشاء بكارتها بسبب ممارسة العادة السرية

أريد أن أسالَ عن التي كانت تُمارس العادة السرية وهي مقبلةٌ على زواجٍ ولا تعرف أن غشاءَ بكارتها تمزَّق أم لا؟ ماذا تقول لزوجها؟ هل تُصارحه بالحقيقة أم تنتظر إلى أن يكتشف ذلك وحده؟
وما حكم من كانت تمارس هذه العادة دون أن تعرف حكمها، إلى أن كبرت وتعلَّمت وعرفت وبعد ذلك تركت كلَّ هذا؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ أن فيمن ألمَّ بشيءٍ من هذه القاذورات أن يستتر بستر الله عليه(1)؛ فإن اللهَ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، وإن اللهَ يُغيِّر ولا يُعيِّر، ولكن النَّاس يُعيِّرون ولا يُغيِّرون(2)!
فننصح صاحبة النازلة أولًا: أن تُحدث من هذا الفعل توبةً صادقة نصوحًا، وأن تتبع هذا بالإكثار من فعل الصالحات؛ فإن الحسناتِ يُذهبن السيئات(3)، كما ننصحها بأن تستتر بستر الله عليها، إلا إذا قدَّرت أن مفسدةَ اكتشاف زوجها بغتةً لهذا الأمر مستقبلًا أعظمُ من مفسدة تطوُّعها بإخباره بذلك سلفًا، باعتبار أنه قد يفتح عليها بابًا للشكِّ في عفَّتها، ويجعل للظنون سبيلًا إليها، ففي مثل هذه الحالة قد تكون مفسدةُ المبادرة إلى إبلاغه بحقيقة الحال أهونَ من مفسدة القدح في عِرْضها وفتح الذريعة للطعن في عفافها، ومثل هذا يختلف باختلاف البيئات والثقافات والمجتمعات. ونسأل اللهَ لنا ولها الستر والمغفرة، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) فقد أخرج مالك في «موطئه» (2/825) حديث (1508) مرسلًا عن زيد بن أسلم :، أن النبي ﷺ قال: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ الله، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ الله».
وأخرجه الحاكم في «مستدركه» (4/272) حديث (7615)، والبيهقي في «الكبرى» (8/330) حديث (17379)، من حديث عبد الله بن عمر ب بلفظ: «اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها فمن ألم فليستتر بستر الله »، وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، وذكره ابن الملقن في «خلاصة البدر المنير» (2/303- 304) وقال: «أسنده الحاكم والبيهقي من رواية ابن عمر بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم».

(2) أخرجه إسحاق بن راهويه في «مسنده» (3/953) موقوفًا على عائشة.

(3) قال تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: 114].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend