أنا شاب مُقدِمٌ على الزَّواج إن شاء اللهُ تعالى، وهناك أمرٌ خاصٌّ في حياتي، ألا وهو أنني عند المراهقة ابتلاني اللهُ تعالى بالوسواس القهريِّ من الأفكار الدينية، وكنت أُعالَج لفترةٍ كبيرة، حتى إنني خفت على حالتي جدًّا، ولكن أصبحت تعاودني وساوس في الفترة الأخيرة على أشكالٍ مختلفة، مثل الوسواس القهري على صحتي عندما أتعرَّض لضغط عصبيٍّ في العمل، وعندما يزول هذا الضغط تخفُّ هذه الحالة كثيرًا بفَضْل الله .
اختلفت مع أُمِّي؛ فهي ترى أن أيَّة عائلةٍ أتقدَّم لخطبةِ بنتِهم يجب أن أقولَ هذا الأمر وألا أكون غشَّاشًا، أمَّا رأيي فهو أن الحالةَ لم تُصبح كما كانت مِن قبلُ، وهي فقط مُتعلِّقةٌ بالضغط الطارئ في الحياة، وأنا أعتقد بإذن الله أن موضوع الزَّواج هذا سيُريحنى نفسيًّا جدًّا، وأنهم لو سألوني ما إذا كنت أعاني مِن شيءٍ مُزمِنٍ سأُخبرهم بالطبع، ولكن ما داموا لم يسألوا فما الداعي لفَضْح نفسي وقد سترني اللهُ.
فهل يجب عليَّ أن أُخبر مِن تلقاء نفسي أم لا؟ وإذا لم أُخبر هل يكون الزَّواج باطلًا؟ وجزاكم اللهُ خَيْرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن المرضَ الذي يتعيَّن الإخبارُ به قبل الزَّواج هو ما كان مؤثِّرًا على الحياة الزوجية والقيام بحقوقها، أو ما كان مُنفِّرًا للزَّوْج بمنظره أو رائحته، شريطةَ أن يكونَ ذلك حقيقيًّا وليس مُتوهَّمًا، وأنت أخبرُ بحالك يا بني، فإنِ اجتمع في حالتك هذه الشُّروطُ فقد لزمك البيانُ وإلا فلا.
والذي يظهر لي أن هذه الحالةَ لا تنطبق عليها هذه الشُّروط، ولكن إن تلطَّفتَ وأخبرت بها فقد بالغت في إبراء ذمَّتك وبَرَرْتَ أُمَّك، وأرجو أن تجد عقبى ذلك عافيةً في بدنك واستقرارًا في حياتك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.