زوجة تعمل وزوجها يقول لها: يجب أن تدفعي جزءًا من مرتبك في البيت والمعيشة؛ لأنك تستقطعي من وقت البيت في العمل. وهي تقول: لا يجب، هذا شيء اختياري. ورفضت، فقال لها: اقعدي في البيت طالما لن تشاركي بالدفع في مصاريف البيت. فهل يصح كلام الزوج ويجب أن تدفع؟ وما هو التصرف الأمثل؟ بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الزوج مكلَّف بالإنفاق على زوجته بالإجماع، ولكن الزوجة مكلَّفة كذلك بالاحتباس لرعاية زوجها وولدها، وعلى الزوجين أن يأتمروا بينهم بمعروف، ولا مانع من أن يصطلحا على مشاركة الزوجة في أعباء البيت لِقاءَ ما فوَّتت على زوجها وولدها من الاحتباس لرعاية مصالحهم، ويجب أن يشعر الزوجان أن العلاقة بينهم علاقة تكامل وتراحم وليس علاقة تدافع وتنازع، كما يجب أن يعلم كلاهما أن كسب القلوب مقدَّم على كسب الدراهم والدنانير، وأن يشعُرا أن البيت سفينتهم جميعًا، فيجب أن يعملا على صلاحها حتى ترسو على المرفأ بأمان إن شاء الله. وفَّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، والله تعالى أعلى وأعلم.