إجبار الأم ابنها على الزواج بمن لا يريدها

تعرَّفت على شابٍّ ويعلم الله أن العلاقة لم تتعدَّ حدود الشَّرع، وهذا الشَّاب عمره تسعة وثلاثون عامًا ولم يتزوَّج إلى الآن خوفًا من غضب أمِّه؛ لأنها تُريد زواجه من بنت خالته، وهو لا يُريد ذلك بتاتًا، ولكن خوفًا من أُمِّه؛ إذ إن الأم قاسيةٌ جدًّا ويُمكن ألا تسامحه إذا لم يتزوَّج منها؛ إذ إن هذه الأم لا تسمح لأبنائها حتى بتقبيلها أو بحضنها، وابنها يخاف منها جدًّا، لكن هذا الشَّاب يُعاني من عدم الزَّواج وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يستطيع الزَّواج من امرأة لا يُحبها ولا يتكافأ معها؟ شكرًا لحسن تقبُّلكم لمشاكلنا وإيجاد الحلول المناسبة والفتاوى اللازمة، جعل اللهُ لكم في كلِّ حرفٍ ثوابًا يُدخلكم الجنة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد تعبَّد الله جل وعلا الأبناءَ بالبِرِّ بالوالدين والإحسان إليهما، ولكن ليس من البِرِّ بهما طلاق الزَّوْجة دونما مُسوِّغ شرعي لهذا الطَّلاق، أو الزَّواج بمن لا يُريدها الابن ويخاف ألا يُقيم معها حدود الله، فعلى الابن أن يقولَ لأبويه قولًا ميسورًا(1)، ولا حرج عليه في الزَّواج بمن يُريد الزَّواج بها إن كانت من ذوات الدِّين والخلق، وعليه قبل أن يُقدم على قراره هذا أن يجمعَ بين الاستشارة والاستخارة، ويضرع إلى الله أن يلهمه رشده! واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) قال تعالى: ﴿وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا﴾ [الإسراء: 28].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend