إبلاغ المخطوبة خطيبها بفاحشة والدها

لقد تقدَّم لخطبتي شابٌّ ملتزمٌ، وأحسبه كذلك عند الله زوجًا صالحًا ولا أُزكِّي على الله أحدًا، وأنا عاهدتُ ربِّي على اختيار زوجٍ صالح حتى نؤسِّسَ أسرةً على منهج الله وسنة رسوله.
أنا أمة الله بفضله ومنِّه ملتزمةٌ ومن أسرة طيبة ومحافظة، وقد رباني والداي بفضل الله على الفضيلة والعفة ودين الإسلام، وقدَّر اللهُ أن ابتلاني بمصيبةٍ زعزعت كياني ولكن بفضل الله ولجوئي إليه وافتقاري إليه أصبح البلاءُ نعمةً قربتني إلى الله.
لقد أذنب أبي ذنبًا كبيرًا غَفَر له الله، خان أمي، أقام علاقةً غير شرعية مع امرأةٍ تُريد إيقاعَه في شَرَكِها، إلى الآن لم تنتهِ هذه العلاقة، ونحن بناته قرَّرنا الصبرَ عليه والدُّعاء له بصلاح حاله ودعوته لللتوبة، وقد كان سابقًا الأب القدوة.
سؤالي: حتى أكونَ صادقةً مع من خطيبي هل يجب أن أُخبِرَه أم لا علاقة له والأولى سترُ ما ستره الله؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن اللهَ حييٌّ سِتِّيرٌ(1). والأصل عدم إشاعة الفاحشة وعدم هتك الأستار، ولعل اللهَ أن يَمُنَّ عليه بتوبة صادقة تردُّه إليه ردًّا جميلًا ويستعيد بها عافيته الإيمانية ببركة دعائكم له.
ومن تقدَّم لخطبة فتاةٍ فإنه يعنيه في المقام الأول صلاحُها، أما صلاح والدها وأسرتها فهو مقصودٌ تابع على كلِّ حال.
فداوموا على دعائكم لوالدكم ونصحكم له، ولا تُشِيعوا أمرَه، واللهُ غالبٌ على أمره. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) أخرجه أبو داود في كتاب «الحمام» باب «النهي عن التعري» حديث (4012)، والنسائي في كتاب «الغسل والتيمم» باب «الاستتار عند الاغتسال» حديث (406)، وذكره النووي في «خلاصة الأحكام» (1/204) وقال: «رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend