أسأل الله أن يجعلك سببًا لفك كُروبِنَا؛ ربنا يُكرمك يا رب.
زوجي عندما قال: «بسيبك» لم تكن نيته إيقاعَ الطلاق، ولكن كان يقصد لفظ الطلاق، هل هناك فرقٌ بين الحالتين؟ لم تكن له نيةٌ جازمة لإيقاع الطلاق، يعني قال: «بسيبك» وهو يقصد لفظَ الطلاق ولم تكن له نية لإيقاعه، هل يُعتبر ذلك طلاقَ هازلٍ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأكرر: الاقتراب من دائرة المزاح بالطلاق خطر جسيم، وقد يُؤدي إلى خراب البيوت.
إن شعائرَ الله لا يجوزُ أن تُتَّخذَ هزوًا(1)، والرابطة الزوجية جعلها اللهُ في كتابه ميثاقًا غليظًا(2) فلا يجوزُ المزحُ بها، ولا مقاربةُ هذه الدائرة بحالٍ من الأحوال!
من رحمة الله عز وجل أن اللفظَ الذي نطق به الزوجُ كان من كناياتِ الطلاق ولم يكُن من صريحِه، فلو كان من صريحه لوقعت الواقعة، ولكن كنايات الطلاق لابد فيها من العزمِ على الطلاق لكي يقعَ بها الطلاقُ، وبما أن الزوجَ لم يعزمُ على الطلاق فلا طلاق، لقد سَلِمت هذه المرة، فاتقوا الله في مستقبلِ أيامكم بارك الله فيكم. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________________

(1) قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].

(2) قال تعالى: { وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21].