وقوع الطلاق بهجر الزوجة فراش الزوجية لمدة ثلاثة أشهر وعشرة

سيدي الفاضل يُوجد خلاف شخصي بيني وبين زوجتي، ونتج عن ذلك أنها منعت نفسها عني في المعاشرة الزوجية، ونحن نعيش في بيت واحد وننام في سرير واحد ونعيش عيشة طبيعية، وهي تقول لي: طالما منعت نفسي عنك بعد ثلاثة أشهر وعشرة أيام أعتبر طالقًا وأكون حُرَّةً، هل هذا صحيح؟ أفدني جزاك الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذا الذي تقوله يعكس أزمة نفسية تعيشها زوجتُك، فنوصيك بالرفق بها، وتلمس مواضع جراحاتها وعلتها ومعالجتها برفق! ونذكرك بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِه»(1).
ولكن قولها هذا لا علاقة له بالفقه لا من قريب ولا من بعيد، فهو أشبه ما يكون بالخيال العاطفي أو الفني، ولا أعرفه مسطورًا في كتاب من كتب المسلمين من قبل.
ونُكرر وصيتنا لك بالرفق بها، وبسبر أغوارها والوقوف على مكامن جراحاتها، لتطييب خاطرها وإعانتها على تجاوز أزمتها. والله تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإمارة» باب «فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم» حديث (1828) من حديث عائشة رضي الله عنها.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend