وسواس الطلاق

أنا شخص أعاني من وسواس الطلاق، فلا أفرق بين نية الطلاق ونية الوسوسة في الكنايات، فكيف تكون النية مطمئنة مستقرة؟ وأرجو من فضيلتكم أن تُبينوا لي صور الهزل في الطلاق؛ لأني موسوس جدًّا، فعندما أُحدِّث نفسي بالطلاق وأشعر أن الكلمات تخرُج رغمًا عني يأتيني الشيطانُ ويقول لي أنني الآن وقع مني طلاق؛ لأني استهزئ في لفظ الطلاق، فكيف يكون صور الهزل في الطلاق؟ جزاكم الله خير الجزاء.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن من كان في مثل حالتِك فهو مستغلَق عليه طوال الوقت لقوة الدافع وضعف المانع، فلا يقع طلاقه ولو تلفظ به صريحًا، إلا إذا كان ذلك عن قصد وطمأنينة لحديث: «لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقِ»(1)، فجدِّد إلى ربك توبة، واطرح هذا الوسواس جانبًا، فلا تلتفت إليه ولا تعول عليه، وإن تمادى بك الأمر فالتمس التداوي عند ثقات الأطباء.
ونسأل الله أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وإن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/ 276) حديث (26403) ، وأبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على غلط» حديث (2193) ، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «طلاق المكره والناسي» حديث (2046) ، والحاكم في «مستدركه» (2/ 216) حديث (2802). من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وحسنه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (2047).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend