مَن حلف يمين طلاق ونسي نيته(2)

حلفت يمينًا بالطلاق ونسيت نيتي فيها.
أنا عقدت قراني ولم أدخل بزوجتي بعد، وقبل خمسة أشهر كنت أتناقش مع أمي وغضبت وقلت: علي بالطلاق كذا وكذا. ولكن نسيت بماذا حلفت، ونسيت النية، ولكن أغلب ظني بأن نيتي هي منع أمي من التكلم معي في هذا الموضوع.
وقد أخبرتني أمي فقالت بأنها متأكدة من أن حلفي كان على أنني لن أُوظَّف في شركات، والحمد لله لم أحنث.
فهل آخذ بكلامِ أمي؛ لأنها متأكدة، وأنا أتذكر الموضوع بأنه كان عن الوظيفة.
أفدني يا شيخ جزاك الله خيرًا.
يا دكتور، أنا صاحب هذه الفتوى، وقد سألت أمي عن الحلف فقالت: إنني حلفتُ على ألا أُوظَّف في الشركات. وأنا والحمد لله لم أحنث، وقريبًا سأكون موظفًا حكوميًّا. هل آخذ بكلام الوالدة؛ لأن الموضوع كان عن هذا، وهي تقول بأنها متأكدة من أنني حلفت على ألا أُوظَّف في الشركات فقط.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد ذكرتُ لك في الفتوى السابقة أن مَن حَلَف على يمينٍ ونسي نيته فيها فإنه يرجع في ذلك إلى بساط الحال، أي إلى سبب اليمين وما هيَّجها.
وهنا تُضيف لي بُعدًا آخر، وهو شهادة أمك، وهذه الشهادة أقوى من مجرد غلبة الظن الذي ذكرتَه لي في رسالتك السابقة، فاجتمَع لديك شهادة الأم وبساط الحال، وكل هذا يرجح أن الغاية هي حمل نفسك على الامتناع من العمل الحكومي كما تقول أمك، وتؤكد أنها مستيقنة منه، وهي ليست بظنينة.
والأصل أن يحمل كلام المسلم على ظاهر السلامة.
وذكرت لك أنه إن أبت عليك نفسك الاطمئنان إلى كل ذلك فلا يكلفك إعادة العقد احتياطًا أكثر من الاتفاق على ذلك مع أصهارك، وإنني لعلى يقين أنهم سيقدرون بواعثك وسيرحمون معاناتك. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend