أنا رجل ابتلاني الله بوسواس الطلاق، والحمد لله على كل شيء، وبعد أن تزوَّجْتُ بفضل الله خَفَّ وقْعُ الوسواس عليَّ، وفي ذات يوم عندما استيقظت من النوم حصلت مشاجرة بيني وبين زوجتي، وكانت جالسة أمامي، وإذا بي أتمتم مع نفسي بقول «أنتِ طالق، أنتِ طالق» وكأنني عندما أقولها كالذي يسبُّ زوجته لكي يطفئ غيظه، سؤالي: لماذا عندما أغضب تأتيني فكرة الطلاق ولا أجد غيرها في رأسي؟ مع العلم أنني بعدها انزعجت وتضايقت فخفت أن يكون قد وقع مني طلاق وجلست ألوم نفسي، ومع العلم أن زوجتي لم تسمع ما أقول بل قلتها من شدة الغيظ، وضعها الشيطان في رأسي؟ فهل وقع مني طلاق؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن خلاصة الفقه في باب الوساوس والطلاق قاعدتان:
لا يحاسِبُ اللهُ على الوساوس والخطرات ولا يقع بمثلها طلاق.
المبتلى بالوساوس لا يقع طلاقه، ولو صرح به، وسمعه الناس جميعًا، إلا إذا قصد إليه عن رضًا وطمأنينة؛ لأنه مستغْلَق عليه طوال الوقت بسبب الوساوس، و«لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(1).
وبناء على ما سبق، فإن كان الذي صدر منك مجرد حديث نفس وخطرات لم تنطق بها فلا تؤاخذ بها، ولا يقع بها طلاق؛ لأن الله تعالى قد تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلم به(2).
وإن كنت قد نطقت بذلك وكنت ممن ابتلي بالوساوس، فلا تؤاخذ بذلك، إلا إذا قصدت إلى الطلاق عن رضًا وطمأنينة؛ لأنك مستغْلَق عليه طوال الوقت بسبب الوساوس، و«لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(3). والله تعالى أعلى وأعلم.
—————————
(1) سبق تخريجه.
(2) سبق تخريجه.
(3) سبق تخريجه.