موسوس يشك في تلفظه لكنايات طلاق

أنا عقدت القِران ولم أدخل على زوجتي، ولا أريد فراقها، لقد جننت بسبب الوسواس. حلفت ‏بيني وبين نفسي بالقول: عليَّ الطلاق ‏بألا أكلم شخصًا معينًا، وللأسف كلمت ‏هذا الشخص عدة مرات، ولم ألتزم ‏بحلفي. هذا حديث نفس بداخلي دون التلفظ ‏به، ولكن جننت من وسوسة الشيطان ‏بأن يقول لي يمكن حركة لسانك، ‏يمكن تكلمت به دون أن تعلم. وحلفت بالقول: تطلق علي زوجتي ‏إذا شكَّت بي، هذا حديث نفس. وقلت: عليَّ الطلاق بأن غدًا سوف ‏أجعل الأستاذ يحضر.‏ وأحس في داخلي كل فترة قليلة أن الشيطان ‏يوسوس لي على شيء لأقول عليَّ ‏الطلاق.‏ الحلف المعلق بحديث النفس وكثرة‏ الوسواس، ومرة حلفت بداخلي بالطلاق بألا أذهب للمحاضرة دون سبب، ولكن فجأة يدور في نفسي هذا الكلام، مع ملاحظة أنكم أفتيتم لي بألا يقعَ الطَّلاق بحديث النفس، ولكن مرة من المرات في حديث النفس تحرك لساني ببعض الحروف دون صوت. ولكن لا أعلم جيدًا بأن تحرك لساني كان بالكناية كاملة أو ببعض الأحرف تحرك بكنايتين:
1- قلت: «تحرم». وسكت لم أكمل، ومرة يدور بنفسي عن أشخاص بألا أذهب لهم.
2- وقلت: «علي الحرام بألا أذهب لهم» تحرك لساني بالكناية أو ببعض أحرفها، لا أعلم من شدة التفكير في هذا الموضوع، كل هذا يصبح في نفسي فجأة، دكتور أرجوك، أنا أخاف من الله، أخاف أن آتي زوجتي بالحرام والعياذ بالله{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [المائدة: 98].
هل أنا أعتبر من أهل الوسواس القهري أم ماذا؟ وهل وقع أم لا؟ إني أخاف من عذاب الله، أفتوني يا سماحة الشيخ الكريم، قتلني الوسواس بسبب هذا الموضوع.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يخفى من عرضك لسؤالك أنك مستغْلَق عليك طوال الوقت، ومثلك لا يقع طلاقه ولو تلفظ به، إلا إذا قصد إليه عن رضًا وطمأنينة؛ إذ «لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(1)، فهون عليك، وأخرج نفسك من هذه المحارق، واشتغل بما ينفعك.
واعلم أن الله أرحم بعباده من آبائهم وأمهاتهم، وأنه يريد بهم اليسر، ولم ينزل القرآنَ ليُشقيهم به، بل ليقودهم به إلى السعادة والحياة الطيِّبة، ونحن الذين نُشقي أنفسنا ونظلمها بفهمنا المغلوط.
وإن تفاقم بك الأمرُ يا بني فالتمس لعِلَّتِك الدواءَ عند بعض المتخصصين من ثقات الأطباء النفسيين.
أسأل الله أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.

_____________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/ 276) حديث (26403)، وأبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على غلط» حديث (2193)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «طلاق المكره والناسي» حديث (2046)، والحاكم في «مستدركه» (2/ 216) حديث (2802). من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وحسنه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (2047).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend