مفارقة الزوجة بسبب مرض جلدي

أنا عقدت على فتاة مُتديِّنة وخلوقة توقظني لصلاة الفجر وتقرأ وتحفظ القرآن، لكنني منذ فترةٍ وعندما رأيتُها أكثرَ اكتشفتُ أن لديها بثورًا مؤذية جدًّا على الوجه تكون مُتقيِّحةً أحيانًا وعلى الظَّهر، وعندما مسحت على وجهها مَرَّةً لأعطِّرها شعرت بقشعريرة في أوصال بدني وكأن وجهها مثل الشوك من البثور المنتشرة نسبيًّا، وكذا البعض على الظهر والرقبة. قال الطَّبيب: إن ذلك حب شباب، ممكن أن يخف بالعلاج أو بعد الزَّواج.
ومنذ ذلك الوقت وأنا أصبر نفسي وأقول: هذا ابتلاء، وإنها ذات خُلُق ودِين. ولكنني الآن في صراعٍ بيني وبين نفسي وصلت منه إلى كره الذَّهاب إلى زيارتها وحتى مكالمتها تلفونيًّا، كره كبير أخاف أن يبقى بعد الزَّواج ويصل لدرجة الطَّلاق؛ لذلك فإنني أفكر في إنهاء العلاقة. أرجو إفادتي بسرعة، وجزاكم اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنني مُتفهِّم لما تشتكي منه، وأُقدِّر حرصك على مشاعر الفتاة، ولكن قد يكون الإيذاءُ في هذه المرحلة أهونَ بكثيرٍ من إيذاء الطَّلاق بعد البناء أو بعد أن تُرزق بأطفالٍ، إن أغلبَ الظَّن أن ما تذكره عوراض تزول مع الزَّمن، ومع هذا فإنني أقول لك: راجع طبيبك مَرَّةً أخرى لتتأكَّد من ذلك، ثم راجع نفسك ثانيةً لتعرف مدى مساحة الصَّبْر المتبقية، واستخر الله عز و جل  من قبلُ ومن بعد، فإن انشرح صدرك لفراقها فارقها، وكن كريمًا معها عند المفارقة.
ونسأل اللهَ أن يُهيِّئ لك من أمرك رشدًا، وأن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend