مزاح الزوجين مع بعضهما ببعض ألفاظ الطلاق

قالت لي زوجتي مازحةً: «طلقني». فرددت عليها قائلًا مستنكرًا لطلبها: «هو أنا اتجوزتك بالعافية علشان أطلقك».
وكنت أقصد بقولي ذلك أني وجدت صعوباتٍ كثيرةً أثناء التحضير للزواج؛ ولا أنوي مُطلقًا وقوعَ الطلاق، فهل لهذا القول أثر في حدوث الطلاق؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذه مداعبة بغيضة؛ ومزحة ثقيلة منكرة، لا ينبغي لمسلمة تريد أن تبقى على زوجها وبيتها أن تقع فيها، ولا أن تعاودها بعد أن علمت بها.
إن أمور العصمة ليست موضعًا للمزاح، فإن الطلاق هزلُه وجِدُّه سواء، فهزلُه جِدٌّ، وجِدُّه جِدٌّ، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم(1)، ولو كنت قد أجبتها بمُزحة مقابلة بقولك: «لقد طلقتك» لاحتسبت عليك طلقة!
أما ردُّك عليها، بهذا التفسير الذي ذكرته، لا يلزمك منه شيء، والحمد لله على عافيته. والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) فقد أخرج أبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على الهزل» حديث (2194)، والترمذي في كتاب «الطلاق» باب «ما جاء في الجد والهزل في الطلاق» حديث (1184)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «من طلق أو نكح أو راجع لاعبًا» حديث (2039)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ هَزْلُـهُنَّ جِدٌّ وَجِدُّهُنَّ جِدٌّ: النِّكَاحُ، وَالطَّلَاقُ، وَالْعِتْقُ». وقال الترمذي: «حديث حسن». وحسنه الألباني في «صحيح الجامع» حديث (3027).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend