ما عاقبة من يقول: عليَّ الحرام؟ ومن يقول لخطيبته: أنتِ مُحرَّمةٌ عليَّ إلى يوم الدِّين؟ وما كفَّارته؟ وأيضًا: «عليَّ الحرام من ديني» أسمعها كثيرًا بالشَّارع وأردت أن أعرفها وكيف أنصح النَّاس بها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن تحريمَ الحلال يمينٌ يُوجب على صاحبه عند الحِنْث كفارةَ يمينٍ: إطعام عَشَرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام؛ لقوله تعالى: ﴿وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ * لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 88، 89] إلا تحريمَ الزَّوْجة فإنه ظهارٌ، فيُوجب على صاحبه تحريرَ رقبة قبل المسيس، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين قبل المسيس، فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا قبل المسيس؛ لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [المجادلة: 3، 4]
ولكن لابُدَّ أن يُصادف هذا القول زوجيَّة قائمة، فإذا قاله الخاطبُ لمخطوبته فهو لغوٌ؛ لأنه لم يُصادف زوجيةً قائمة، لكن يُوصى وينصح بشدة أن يمتنع عن مثل هذه العبارات حتى لا يُجازف بحياته الزوجية عندما يعقد على مخطوبته وتُصبح زوجته. ونسأل اللهَ لنا وله الهداية والتَّوفيق، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.