لا أستطيع الأخذ بالفتاوى خوفا من أكون على خطأ

فضيلة الشيخ، إنني في محنة وضيق، وأريد أن أعرف كيفية الخلاص منه، إن مشكلتي أنني لا أستطيع وليس لدي الجُرأة على الأخذ بالفتاوى؛ خوفًا من أن أكون على خطأ، وخوفًا من وقوع الطلاق، فإنني أرسلت لفضيلتكم أكثر من فتوى في أمور الطَّلاق، وأفتيتموني بعدم وقوع الطلاق، ولكني بعد يوم أو اثنين تأتيني هذه الفتاوى في رأسي مرة أخرى، وأقول لنفسي: لابد من السؤال مرة أخرى؛ لكي أطمئن. فما سبب ذلك وكيفية الخلاص منه؟ وهل سأظل طوال حياتي أفكر في هذه الفتاوى؛ لأنني لا أستطيع التوقف عن التفكير في هذه الفتاوى؟ أرجوك يا فضيلة الشيخ ماذا أفعل لكي لا أفكر في هذه الفتاوى مرة أخرى؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فاستعن بالله ولا تعجز، واعلم أن من أفتاك فقد نصحك ولم يغشَّك، فكيف تتهمه وترجع إلى محرقة الوساوس من جديد؟!
ارفق بنفسك يا بنيَّ، ولا تجعل للشيطان سبيلًا إلى نفسك، فهو العدوُّ الذي أمرك الله بمعاداته، فقد قال تعالى:{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } [فاطر: 6]، ولا بأس من عرض نفسك على بعض الأطباء النفسيين المتخصصين، فـ«فَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»(1).
أسأل الله أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 413) حديث (3922)، وابن ماجه في كتاب «الطب» باب «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» حديث (3438) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/ 50) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend