تعرَّفْتُ على شاب في الجامعة، وأحببنا بعضنا، وبعد مدة من تعارفنا اقترح عليَّ أن نتزوَّجَ بالفاتحة، وقد قبلْتُ، وشَرَطتُ عليه ألا يلمسني إلا بعد أن يطلب الإذن من والدَيَّ فلم يعترض على ذلك، من أهم الأسباب التي جعلتني أقبل هذا الزواج هو رغبتي بالشعور برضا الله، فلم أكن أريد أن أشعر بالذنب عندما أقابله، أردت أن آخذ الإذن من الله عز وجل.
وفعلًا قُمنا بقراءة الفاتحة يومَ جمعة دون حضور أي شاهد، بعد ذلك اليوم شَعَرْت بارتياحٍ كبيرٍ، وأصبحَتْ علاقتنا أكثر جدِّية، وربي يعلم ما في نيتي، فقد كنت أحترمه وأقدره وأخلص له كزوجة، فكنت أعتبره زوجي حقًّا.
وبعد مرور شهرين اكتشفت أنه إنسان قد أضرَّ بكثير من الفتيات، وأنه لم يكن يقول لي كل الحقيقة، وقد قالت لي إحدى الفتيات بأنه قد طلب منها يومًا ما الزواج بالفاتحة وهي رفضت، وابتعدْتُ عنه بصعوبة شديدة؛ إذ كان يطلب مني أن أسامحه عدة مرَّاتٍ، وكنت دائمًا أرفض محادثته، مَرَّ على ذلك الآن سنة وأنا لا زلت أشكُّ في صلاحية هذا الزواج مع العلم أنني وافقت على هذا العقد بكل نيتي ولا أعلم إن كانت نيته هو حسنة أم لا، ما حكم الشرع في هذا؟ أرحني يا دكتور، ما الذي يجب أن أفعله؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد استزلَّكِ الشيطانُ يا بنيتي وأوقعك في هذه الفتنة، مستغِلًّا غَفْلتك بالواقع وجهْلَك بالشرع، فما سميتيه الزواج بالفاتحة ما هو إلا خدعة شيطانية، وأنشودة إبليسية، يصطاد به الشيطان ضحاياه من السُّذَّج والأغرار، هل هناك زواج شرعي في السر بلا ولي ولا شهود؟! أليس هذا تسللًا من وراء الجُدر؟!
إنه زواج منعدم وباطل بإجماع المسلمين يا بنيتي.
ومن العجيب أنك تقولين بأنك شعرت بعدها بارتياح كبير، وما هذا إلا شعورٌ موهومٌ ألقاه الشيطان في قلبِكِ ليزدادَ تعلُّقِك بهذه الفتنة وانغماسِك فيها، تمامًا كما يذهب بعضُ العوام إلى أهل القبور يستغيثون بهم من دون الله، فيزعمون أنهم قد شعروا بارتياح كبير، وأن حوائجهم قد قُضِيت، وما هذا إلا تلبيسٌ شيطانيٌّ، وتزيينٌ إبليسيٌّ؛ ليزدادوا تعلُّقًا بدعاء غير الله، والاستغاثة بالمخلوقين، وما الاستغاثة بالمخلوق إلا كاستغاثة الغريق بالغريق، واستغاثة السجين بالسجين، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وقد أراكِ الله جل وعلا هذا الرجل على حقيقته، وعرفْتِ عن شنائعه وطوامِّه الكثيرَ، فتُوبي إلى الله عز وجل من هذا العبث، وابحثي عن زوج صالح تبدئين معه بداية ربانية جادة، زوج صالح يأتي البيوت من أبوابها، وليس النت من هذه الأبواب.
وأسأل الله أن يقدِّرَ لك الخير حيث كان، وأن يرضِيَك به. والله تعالى أعلى وأعلم.