علق طلاق زوجته على حديثها مع أخته وردت عليها السلام

شيخنا، هذا أمر في غاية الأهمية، فأرجوك الجواب بأسرع وقت ممكن.
زوجي من النوع العصبي، ولا يتَّفق مع أحدٍ من أُسرته، وهو دائمُ الشجار معهم، ولكن يرجعون يتصالحون بعد مدة زمنية، وتُوجد عنده حالة نفسية، ويُعالج بين فترة وأخرى.
وقد تربَّى في أمريكا؛ حيث إنه لا يفهم أمور الدين كاملةً، ولكن الحمد لله أصبح الآن يصلي بعض الصلوات، ليس ملتزمًا بها كلها.
المهم أنه تشاجر مع أخته عبر الهاتف، فدخلت عليه فقال لي: لا تُكلِّمي أختي. وذكر اسمها، فقلت: لماذا؟ قال: افعلي ما أقول لكِ؛ فإن كلمتِها فأنتِ مطلقة.
فهو دائمًا ما يذكر الطلاق، وهو يفتخر أنه يُقلد أخواله، وأنا ليس بيني وبينها شيء، ونحن لا نعيش بمفردنا؛ فالبيت كبير، ويوجد غيري، أعني أنها لابد أن تزور إخوانها وزوجاتهم الأخريات، وقد تتكلم معي وأرد عليها ولو بكلمة.
راسلتني كعادتها طوال اليوم، فرددت لها بعدة رسالات، وحدث موت في عائلتهم وذهبت فوجدتها هناك فكلمتني فرددت عليها؛ استحييت من النساء المجتمعات ماذا سيقولون عنا.
فهل يقع الطلاق؟ وإن وقع ماذا يجب عليَّ فعله؟ أرجو الرد السريع.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فما لم يكن الزوج في حالة إغلاق، أي بلغ به الغضب مبلغًا أفقده القدرة على السيطرة على أقواله وأفعاله وتصرفاته، وأغلق عليه في كل ذلك باب القصد وباب العلم، فهو مسئول عن طلاقه.
والطلاق المعلَّق عند جماهير أهل العلم يقع عند وقوع المعلق عليه؛ فإن كانت هذه هي الطلقة الأولى أو الثانية فهي طلقة رجعية؛ لقوله تعالى: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: 229].
فإذا راجَعِك زوجُك في العدَّة فقد رجعت إليه وحللت له، وإن كانت الثالثة فلا تحلِّين له من بعد حتى تنكحي زوجًا غيره؛ لقوله تعالى في الثالثة: ﴿فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ﴾ [البقرة: 230].
هذه هي القواعد العامة، ونظرًا لخطورة الأمر فأنصح بعرض هذا الأمر على أحد أهل العلم المخالطين لكم ليستمع إلى زوجك ويناقشه، ويستوثق من بعض التفصيلات التي احتفت بهذه الطلقات، مثل: ماذا قصد بقوله لك: لا تكلمي أخته؟ هل قصد أحاديث النجوى والمسامرة؟ أم قصد أي حديث ولو كان ردَّ السلام؟ ونحو ذلك مما يقتضيه مقام الاستيثاق في الفتوى، ثم يفتي لكم بما يتبين له مما يُريه الله عز وجل.
وأسأل الله يا بنيتي أن يجعل لك فرجًا ومخرجًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend