طلب الطلاق من الزوج العاق لوالديه الذي لا يصلي

يا شيخ، مشكلتي مع زوجي لم أستطع أن أجدَ لها حلًّا؛ فأرشدوني أرشدكم الله، وأعتذر على الإطالة، فوالله الذي لا إله غيره إنكم ملجئي بعد الله تعالى.
أبلغ من العمر ستًّا وعشرين سنة، مُتزوِّجة من رجلٍ يكبرني بتسع عشرة سنة منذ أربع سنوات ونصف، رُزقت فيها منه بولدين والحمد لله، ونحن نعيش حاليًّا بأمريكا.
زوجي يا شيخ والله المستعان يُصلِّي في السَّنة ثلاثةَ أيَّام على الأكثر، وإذا نصحته يقول أحيانًا: إن شاء الله سوف أُصلِّي. وأحيانًا يغضب ويقول لي: أنت دائمًا تنصحينني في الوقت غير المناسب.
ودائمًا يا شيخ أُذكِّره بأن يتوضَّأ كلما رأيتُه سيدخل ليستحمَّ ولا حياة لمن تُنادي، بالإضافة إلى هذه المصيبة فإنه يُسيء الأدبَ مع والديه ولا يتَّصل للاطمئنان على أمِّه إطلاقًا لا في الأعياد ولا في المناسبات؛ إذ إنه يتَّصل فقط بوالده لأجل مصلحة له، حيث إن لأبيه قطعةَ أرضٍ شاسعة جدًّا وبيتًا.
وحين أنصحه ببِرِّ والديه يقول لي: إنه عاش الجحيم على يد والده في الصِّغَر، وأمه لم تعرف كيف تُربِّيه، ويقول عنها: إنها جاهلة وغبيَّة؛ لذلك تزوج أبي عليها.
والأمر الآخر يا شيخ هو أنه لا يحترمني ولا يُشاركني رأيًا، ولا يجلس للحديث إليَّ أبدًا، ويتفوَّه بالكلام البذيء، ويقول لي: إنه لم يبقَ لكِ الكثير وتَجِنِّين. لأنني أصبحتُ عصبيَّةً كثيرًا بسببه، فهو يُحمِّلني أكثر من طاقتي، حيث إنه يُريد البيت مُرتَّبًا كثيرًا، وكلَّ شيءٍ في مكانه، متناسيًا أن لدينا ولدين صغيرين لا يتركان شيئًا في مكانه، بالإضافة إلى أنني أدرس تخصُّصًا صعبًا جدًّا يحتاج إلى أن أُخصِّصَ له وقتًا كبيرًا في البيت.
وما زاد الطِّين بلة بيننا هو أن أبي توفي رحمة الله عليه الشَّهْر الماضي، وعندما طلبتُ منه أن أذهب لبلدي رفض بحجَّة أن التَّذاكر غالية في هذا الوقت، واقترح أن أُسافر بمفردي وأترك الأولاد في عهدة جليسة أطفال في بيتي تبيت مع زوجي تحت سقفٍ واحد، فرفضتُ وطلبت منه أن نُسافر معًا وأن يعتبر مصاريف السَّفَر سُلفةً حتى أُكمل دراستي السَّنة القادمة إن شاء الله، لكنه رفض ولم أُسافر حتى هذه اللَّحظة.
فبالله عليك يا شيخ أريدك أن تنصحني ماذا أفعل؟ هل أطلب الطَّلاق وأعود إلى بلدي أم أصبر لأجل ولديَّ وأحتسب؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنسأل اللهَ أن يجعلَ لك يا بنيتي فرجًا ومخرجًا، وأن يُبدِّل عسرك يسرًا، واعلمي يا بُنيَّتي أن طلبك للطَّلاق في هذه الحالة إن صحَّتِ الـمُقدِّمات التي جاءت في رسالتك- وصحَّتُها على مسئوليَّتك- لا حرج فيه، بل قد يكون مندوبًا إليه للخلاص من زوجٍ لا يركع لله إلا ثلاثَ مرَّات في العام كما تذكرين، بل إن من أهل العلم من يرى وجوبَ ذلك، وهم من يرون كُفْر تارك الصَّلاة سواءٌ أكان مُقِرًّا بها أم كان جاحدًا، وإن كنا لا نقول بهذا القول، هذا فضلًا عن عقوقه وسوء خُلُقِه، ولكن يسبق ذلك مناصحته برفق ولين، واستفراغ الوسع في ذلك استحياء له بالتوبة، واستبراء للذمة، ووفاء بحق الصُّحبة.
ولكن يبقى مسألةٌ مُهِمَّة تتعلَّق بالأولاد ومدى قدرتك على القيام بشئونهم فيما بعد الطَّلاق، فإن غلب على ظنِّك قدرتُك على الانفراد بتحمُّل هذه المسئوليَّة فلا حرج في طلب الطَّلاق، وإن كانت الأخرى فاصبري حتى يستريحَ بَرٌّ أو يُستراح من فاجرٍ، وأكثري من الدُّعاء والاستغفار والضَّراعة إلى الله في الأسحار.
ونسأل اللهَ أن يجعلَ لك فرجًا قريبًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend