طلب الطلاق بسبب شُحِّ الزوج وسفره الدائم

أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات وأعمل في مصر صيدلانية، وزوجي يعمل مهندسًا، وعندما تقدَّم لي كان يعمل في الإمارات ووعدني بأن أسافر معه وأن يتركني أعمل هناك معه، ولكن عندما تزوجنا سافر ولم يبعث لي بحُجَّة أن ظروفَه ليست مستقرَّةً، وبعد ذلك سافر للكويت وكان يستطيع أن يأخذني معه ولكن لم يأخذني إلا بعد مشاكل كثيرة، واضطر إلى ذلك ولكن وجد نفسه يدفع أموالًا كثيرة في السكن رغم أنه يدخر مبلغًا كبيرًا؛ ولكن نظرًا لحبِّه للمال وعدني أن أنزل مصر بضعة أشهر ثم أعود، وبعد ذلك عرفتُ أنه تنازل عن الشقة لآخر، وباع كلَّ ما فيها، ولما نزل مصر رفض أن يأخذني معه، ثم وافق بعد تدخُّل الأهل، ولكن ذهبت معه وقال لي أن غرفة صغيرة يسكن فيها، ولم أحتمل أن أجلس فيها إلا شهرين فقط، وحصلت مشكلة بيننا ونزلت مصر، وكان هناك فرصة عمل لي ووافقت أن أعمل هناك وأجلس في هذه الغرفة؛ حيث إن العمل سيضيع الوقت، ولكن زوجي رفضَ مع أنه وعدني بالعمل قبل الزواج، وأنا الآن لا أستطيع العيشَ هناك من غير عمل، وفي مصر أشعر بالوحدة الشديدة والضيق، وهو ينزل مرة في السنة فقط لمدة شهر، وأنا أريد أن يجلس زوجي معي.
ثلاث سنوات أعيش بمفردي في مصر، وطلبت منه أن يُسافر سنتين فقط ويعود، ولكنه رفض ومن المحتمل أن يستمر هناك سنوات كثيرة، أنا لا أتحمل هذه العيشة، وهو يهددني بالزواج في أي وقت. ماذا أفعل؟ أطلب الطلاق أم لا؟ مع عدم صبري وتحملي لهذا الوضع.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن للحياة الزوجية يا بنيتي طريقين لا ثالث لهما: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229].
ولكن العقلاء يسعون أولًا في الإصلاح، ويحرصون أولًا على استدامة العِشرة، ويعلمون أن الصلحَ خيرٌ، والصلح معناه أن يتنازل كلُّ طرف عن جزءٍ من حقوقه لتسيرَ الأمور، وأنت الآن بين أمرين أحلاهما مرٌّ: إما أن تصبري على ضيقِ المكان في الغُربة مع وجود زوجك بجوارك، أو أن تصبري على الوَحْدة وبُعدِ زوجك عنك، مقابل سعة المكان في مصر.
فإن عجزت عن هذا وذاك، فإن آخرَ المطاف أن تخرجي من هذه الحياة بالكليَّة، وتلتمسي زوجًا أقلَّ حبًّا للمال، وأكثرَ تعاونًا مع رفيقة دربه وشريكة حياته.
هذه هي الخيارات المتصورة في هذه النازلة، والخيار الأخير مجازفة؛ لأننا لا ندري كيف تكون التجربة الجديدة يا بنيتي في حالة الفراق؟!
فقد تكون أسوء من الوضع الراهن، والغيب لله، فأرى أن تحصري نفسك في الخيارين السابقين، وتختاري أقلَّهما سوءًا بالنسبة لك، إلا إذا استشعرت عجزًا حقيقيًّا عن التحمُّل، فحينئذ يقال لك: استشيري أهلَك مرارًا، واستخيري ربك عز وجل مرارًا، قبل الإقدام على هذه الخطوة البائسة.
ونسأل اللهَ يا بنيتي أن يُهيِّئ لك من أمرك رشدًا، وأن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend