طلاق الزوج زوجته سيئة الخُلق والدين بعد توبتها؛ لبغضها

أنا مُتزوِّج منذ عشر سنوات، وزوجتي لا تسمع كلامي وتُفشي جميع أسرار بيتي لمن حولَنا من أقارب، وبالأخص أمها، فنحن دائمًا لسنا متفقَيْن أو منسجمَيْن في معاملاتنا، مع العلم أن لدينا ثلاثة أطفال.
قررت أن أتزوج الثَّانية لما أصابني منها من مآسٍ، وفي يوم من الأيام أتيت من عملي فوجدتها قد جمعَتْ كلَّ ما يخصها من بيتي، وقالت: إني ذاهبة لبيت أهلي، الآن طلقني واذهب وتزوَّج أنت من تُحب.
مرَّ عشرون يومًا على وجودها عند أهلها، فهمَمْتُ بإرجاعها بالحسنى، وأحسنت معاملتها إكرامًا لأطفالي كي يُرَبَّوا بتواجد الأبوين، وبعد عدة أشهر من استرجاعها اكتشفت التالي: أنها قبل يوم من خروجها من منزلي كانت قد كلمت رجلًا عن طريق أختِه كي يتزوَّجها بعد طلاقي لها، ودارت الأحداث بينهم وهي عند أهلها إلى أن وصلت إلى أن تراه ويراها بالشَّارع ومعها أمُّها وتعطيه صورَها وهي متبرجة، وكلام كثير بينهم من حبٍّ وغرام، وقد تابت الآن.
زوجتي بعد أن استرجعتها، وعلمت بعد عدة أشهر بعلاقتها برجل آخر، ولم يحصل بينهم زنى، الذي حصل أهدَتْه صورَها وهي متبرجة وكاشفة عن أرجلها ووجهها وأيديها، كنت قد همَمْت بطلاقها فأوقفني أبوها كي لا تحصل لديه فضيحةٌ من فعل زوجته وزوجتي، وقد توسَّل إلى كثيرًا وهي الآن قد اعترفت بذنبها، وقد أنكرت ما كانت عليه مع أمها، وكيف أن أمها كانت تأمرها بهذا الفعل، وأمها هي من كانت تعلمها ماذا تفعل، وأن تخرج من عندي، وسوف تتزوَّج بعد عدتها وطلاقي لها.
هي الآن عندي في البيت، وإني أحسن معاملتها، وكفى بالله شهيدًا على ما أقول، لكنني أشعر بكُرْهٍ شديد لها، وأخشى على نفسي من أن أكون ديوثًا، زوجتي الآن أشعر بأنها بحالٍ جيِّد في إقبالها على الصلاة وطلب العلم، لكنني أشعر بعدم ارتياحي لها إطلاقًا، وأشعر بالنَّدم لأني لم أُطلِّقْها وأبتعد عنها، أتوسل إلى الله أن تفيدوني.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن اللهَ يقبل التَّوْبة عن عباده ويعفو عن السَّيِّئات(1)، وقد كرَّرَتْ زوجتك الذَّنْبَ ولكنها كررت التَّوْبة، ويتوقَّف الأمرُ في موقفك منها على مدى ما تلْمَسه من صِدْقٍ في توبتها وما تأنَسه من جِدِّيَّة في رجوعها عن غَيِّها، فإن آنست صدقًا وأردت أن تُقيل عثرتَها وأن تستر زَلَّتَها فلا حرج عليك في ذلك، بل أرجو أن تؤجَر عليه، ولستَ في هذا ديوثًا؛ لأنك تُعين على توبة، ولا تقر على معصية.
أما إن كانت الأخرى وكنت في ريبة من توبتها وفي شك من جديتها، مع ما تشعر به من بُغْضٍ نحوَها فإن الذي شرع الزَّواجَ شرَعَ الطَّلاق، وللطلاق أحكامه التي ينبغي أن يحافِظَ عليها المتَّقُون، فانظر لنفسك، وائتمر في ذلك مع أخلَصِ النَّاس إليك، وأعرفِهم بأحوالك، واستَخِرْ في ذلك ربَّك، واضرع إليه أن يُلْهمك رشدَك، وأن يأخُذَ بناصيتك إلى ما يُحِبُّه ويرضاه، وأن يحمِلَك في أحمد الأمور عندَه وأجملها عاقبة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

___________

(1) قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend