طلاق الزوجة من غير مسوغ شرعي لرغبة أهل الزوج

بعد أن وفقني الله باختيار زوجتي، وبعد عقد القران بدون الدخلة بموافقة أهلي وأهل شريكتي حدث خلاف بين العائلتين حول تفاصيل إكمال الزَّواج، مثل موضوع اختيار الملابس والصالة، هذا الخلاف أدى إلى طلب أهلي مني إنهاء العلاقة معها والانفصال بالرغم من رغبتي بإكمال العلاقة، مع العلم بأنني لم أترك طريقًا لحل الخلاف، أهلي وأمي أم إكمال العلاقة؟ مشكورين.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن لم يوجد من الزَّوْجة ما يقتضي طلاقها من علة في خلقها أو دينها فلا ينبغي طلاقها، ولا يطاع أحد في طلب تطليقها، ومن يسعى للتفريق بينها وبين زوجها يكون عمله من جنس عمل السَّحَرة الذين يفرقون بين المرء وزوجه(1)، والخلافات التي تذكر خلافات جزئية وهامشية، ولا ينبغي في منطق العقلاء أن تخرب بيتًا، أو أن تدمر علاقة زوجية قائمة.
فواصل سعيك في الإصلاح بين أهلك وأهل زوجتك، فإن وُفِّقت فقد قضي الأمر، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصَّالحات، وإن كانت الأخرى فأنت بالخيار، وأرجح لك عدم الطَّلاق، إلا إذا خشيت من فتنة جارفة تزلزل العلاقات الأسرية، وتفضي إلى قطيعة الرحم، وإلى سلسلة من المفاسد الرَّاجحة الظَّاهرة، فإنه تدفع المفسدة الكبرى باحتمال المفسدة الصغرى، فيكون الطَّلاق أخفَّ الضررين. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

____________

(1) قال تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 102].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend