طلاق الزوجة لكثافة شعر جسمها ووجهها

لقد تقدمت لخطبة فتاة تصغرني بحوالي 7 سنوات، وأثناء المشاهدة الأولى لم أر أيَّ شيء يُنَفِّرني من شكلها؛حتى إن والدتي لم تلاحظ ذلك، إلا أنه قبل الخطبة بيومين قالت لي والدتي بأنها شاهدت بطريق الصدفة وجودَ شعر زائد في منطقة أسفل الظهر؛ مما يدلُّ على أن الفتاة مُشعرة، ونصحتني بعدم خطبة تلك الفتاة، ومع ذلك لم أهتم بذلك الخبر وتمت خطبةُ الفتاة وكتابة عقد القران.
وأثناء بداية فترة الخطبة كنت ألاحظ وأشاهد وجود بعض الشعر على وجهها، إلا أنني لم أهتم كثيرًا، وكنت أظن أنَّ جميع الفتيات لديهن ذلك أو أقلَّ، وكُنت مقتنعًا أن خطيبتي لديها كميَّة تزيد بعض الشيء عن الأُخريات، وقبل الزفاف بمدة قصيرة شاهدت وجهها مليئًا بالشعر ولم أخبرها بذلك, وصدمت وبدأت في القلق من ذلك، وأفكر في فسخ الخطبة, إلا أن مشاعري العاطفية لخطيبتي وخوفًا على سمعة الفتاة وسمعتي وحبَّها لي حالَ دون الجزم في فسخ الخطبة, وقلت لنفسي: إنه بعد الزواج سوف يكون الأمر عاديًّا ومقبولًا.
وتم الزواج، وأثناء تلك الفترة شاهدتُ بأن لديها شعر زائد عن الحدِّ المعقول في معظم جسمها، وكان سائر وجهها على ذلك أيضًا، ولم أهتم إلا بالوجه، وحاولت جاهدًا مرارًا وتكرارًا أن أتأقلم وأتعود على شكل زوجتي، إلا أنني لم أستطع تقبُّل الأمر، وأصبح لدي نفورٌ منها، وقمنا بمراجعات طِبِّية من أجل العلاج، وخصوصًا الليزر، وتم نصحنا من قبل الأطباء بشأن حالتها بعدم إزالته على الليزر، وذلك لعودته مرة أخرى وبشكل أكثر كثافة، واحتمالية ظهور مضاعفات أي أنه لن يجدي نفعًا.
الآن يا شيخنا الجليل، أصبحت لا أطيق ذلك نهائيًّا، هل يجوز لي الطلاق؟ وهل أرتكب إثمًا إذا طلقتها؟ علمًا بأن زوجتي تُحبني كثيرًا وملتزمة دينيًّا وأخلاقيًّا؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الذي شرع الزواج يا بني شرع الطلاق، وإن كُنَّا نوصيك بالصبر، ومراجعة الأطباء مرة أخرى، فـ«فَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»(1).
وأحسب أن هذه المشكلة ليست حادة، وأن علاجها ميسور إن شاء الله، فلا تعجل بالطلاق، بل اجعله آخرَ المطاف، والتمس أسباب التداوي، واصبر على ذلك، ولا تضنُّ عليه بجهدٍ ولا مال، فإن نجحت في ذلك فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإن كانت الأخرى وعجزت عن التَّأقْلُم مع هذه الحالة، فلا حرج عليك في طلاقها، وأوفها حقَّها، ومتعها متاعًا حسنًا يجبُر خاطرَها المنكسر بالطلاق، وقد قال تعالى: ﴿وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 241].
وأسأل الله أن يبدلها خيرًا منك، وأن يبدلك خيرًا منها. والله تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 413) حديث (3922)، وابن ماجه في كتاب «الطب» باب «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» حديث (3438) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/ 50) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend