زوج ينتابه حديثُ نفس بلفظٍ من ألفاظ الطلاق

في بعض الأحيان ينتابني حديثُ نفس بلفظٍ من ألفاظ الطلاق «طلقة أو طالقة» فقط دون إسناد للزوجة قبل استيقاظي من النوم مباشرة في حالة وعي غير مكتمل، ولكن يُصاحب ذلك خروجُ اللفظ مني بدون تمييز الحروف، كأنه نفَس عميق من داخلي بصوت مكتوم غير واضح المعالم بدون تحريك اللسان، فهل لهذا أثر في وقوع الطلاق؟
مع العلم أنه ينتابني هذا الوسواس باستمرار، وبالرغم من عدم وجود أي نية أو قصد مني لوقوع الطلاق؛ حيث إنني أحبُّ زوجتي ولا يوجد خلافات بيننا إلا أن الوسواس قد يوجِّه ذهني إلى زوجتي بعد صدورِ لفظ «طلقة أو طالقة» بالرغم من عدم وجود نيَّة إيقاع الطلاق قبل ذكر اللفظ السابق، كما أنني في كثير من الأحيان أستحضر هذا اللفظ في ذهني بعد استيقاظي بفعل الوسواس ولكن بدون تلفظ كي أتحقق هل تلفظت بهذا اللفظ أثناء حديث النفس أم لا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فاعلم أن الله لا يُحاسب على حديث النفس ما لم يتحوَّل إلى قولٍ أو عمل، ولا يحاسب صاحبَ الوسواس القهري على طلاقٍ ولو تلفظ به إلا إذا قصَدَ إليه عن رضا وطمأنينة؛ لأنه مستغلقٌ عليه بسبب الوساوس طوال الوقت، و«لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(1).
فهون عليك، واعلم أنه لا أنجع في علاج الوسواس من اطِّرَاحه، وعدم الالتفات إليه، أو التعويل عليه، فتأمل فيما ذكرته لك، وإن اقتضى الأمر الرجوع إلى الأطباء المتخصصين فلا حرج في ذلك، فـ«فَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»(2).
ونسأل الله أن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/ 276) حديث (26403)، وأبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على غلط» حديث (2193)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «طلاق المكره والناسي» حديث (2046)، والحاكم في «مستدركه» (2/ 216) حديث (2802). من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وحسنه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (2047).

(2) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 413) حديث (3922)، وابن ماجه في كتاب «الطب» باب «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» حديث (3438) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/ 50) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend