أنا في السعودية منذ عشرين سنة، وزوجتي بمصر، وهي مريضة نفسيًّا، وعانيت معها كثيرًا لدرجة أني تركت عملي وجلست بجوارها في البيت واقترضت من أجل العيش، ووعدني عمها بفرصة في السعودية، وسافرت ولم يفِ بوعده حتى الآن، وعليَّ دين خمسة وثلاثون ألف جنيه، وأنا أحبها وهي تحبني، ولكن نظرًا للضغط النفسي فأنا الآن عاطل في السعودية، كنت أقول لأمها لأن أباها مريض: كلِّمي عمها، أنا تعبت، وأقترض كي نأكل ونشرب.
وأنا من زهقي كنت أقول: أنا لم أصبح أريد ابنتك، أنا زهقت، أنا أريد كل واحد يذهب لحاله. ثم لما ننهي المكالمة أتصل أسأل: هل كلمت عمَّها أم لا؟ فإذا لم تكن كلمته أغضب وأقول: أيضًا نفس الكلام.
وأحيانًا قلت: أنا أريدها أن تعيش مثل بقية الناس، أو كل واحد يذهب لحاله، فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وأقصد بها: نعيش بالمعروف، أو أن كل واحد يذهب لحاله. وأنا أقول هذا الكلام ولا أعلم لي أنه يقع به الطلاق إن نويته، ولا أعرف نيتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن ما ذكرته ليس من صريح الطلاق، ولكن بعضه يعد من كناياته، فإن قصدت به الطلاق كان طلاقًا، وإلا فهو لغوٌ لا قيمة له، فارجع إلى نيتك، فإن عجزت عن تحديدها فإن الأصل عدم الطلاق، وإن الأصل بقاء العشرة، واليقين لا يزول بالشك، فأمسك عليك زوجك واتق الله، واجتهد في الامتناع عن هذه العبارات التي توقعك في مثل هذه المضايق النفسية. والله تعالى أعلى وأعلم.