حلف بالطلاق لا يعامل شخصًا فعامَلَ أخاه شبيهه

حدث شجار بسيط بيني وبين رجل صاحب تموينات غذائية، فحلفت بالطلاق ألا أقوم بعملية الحساب لديه، ولم أقم بالحساب لديه، وبعد حوالي شهر تقريبًا أخبرني أحدُ أصدقاء هذا الشخص بأن الشخص الذي تشاجرت معه ليس هو إنما أخوه وبينهما شَبَهٌ شديدٌ، فسألت الشخصَ هل أنت الذي تشاجرت معك فأجابني: لا، ولا يوجد بيني وبينك أي موقف. فاتضح لي أن أخاه هو الذي تشاجرت معه. فاعتذرت منه ما بدر مني. فهل أقوم بالحساب لديه وأمنع نفسي من الحساب مع أخيه، وشكرًا لك وبارك الله فيك.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن كان الأمر كما تقول فلا حرج فيما ذكرت؛ فإن الله قد رفع تبعة الخطأ والنسيان، فقال تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286] وثبت في الصحيح أن الله تعالى: قال: «قَدْ فَعَلْتُ»(1).
وأنت الذي أنشأت الطلاق، وقصدت ألا تتعامل مع شخصٍ بعينه، فلا يتعدى حكم ذلك إلى غيره وإن كان شبيهه، «فإنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»(2). والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق» حديث (126) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

(2) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «بدء الوحي» باب «بدء الوحي» حديث (1)، ومسلم في كتاب «الإمارة» باب «قوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنية» حديث (1907) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend