حلف بالطلاق أن لا ينام مع زوجته ثم نام معها بغير جماع

لقد كنت في حالة عصبيَّة بسبب استفزاز زوجتِي لي، مع أنني حذَّرتها كثيرًا بأنني سأحلفُ الطلاق، وحلفت بالطلاق بأنني لن أنام معها لمدة 15 يومًا، قلت: «عليَّ الطلاق بالثلاثة بأنني لن أنام معكِ مدة 15 يومًا». وكنت أقصد الدخول، فهل يقع الطلاق إن نمت معها؟ وسبب الحلف أنني أريد تحذيرها وعدم تكرارها لاستفزازي. أرجو الردَّ جزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الألفاظَ قوالبٌ للمعاني، واللفظ لا يراد لذاته، وإنما يرادُ للمعنى الذي يتضمنه، والذي اتجهت إليه إرادة قائله، فإن كنتَ قصدت بالنوم الجماع، فلا تحنث بنومك معها بغير جماع، «فإنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»(1).
وهذا شائع وكثير في عُرف الناس؛ لأنهم يُطلقون لفظَ النوم ويريدون به الجماع، كما يطلقون لفظ الشُّرب ويراد به شرب الخمر، فإذا قيل: إن فلانًا يشرب. فإن كثيرًا من البيئات تحمِلُ هذا اللفظ على شُربِ الخمر، فمن حلف ألا يشرب بعد اليوم، ومقصوده ألا يشرب الخمر، فلا يحنث بشربه الماء وهكذا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «بدء الوحي» باب «بدء الوحي» حديث (1)، ومسلم في كتاب «الإمارة» باب «قوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنية» حديث (1907) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend