ثلاثة مواقف لموسوس يشكُّ في وقوع طلاق زوجته بها

من سنة وأكثر ابتُليت بحديث النفس بالطلاق والحلف بالطلاق الغير مرغوب فيه، وحينما أحدث نفسي وأستشعر وقتها أني أحدث نفسي أُخبر نفسي بقول أني لم أتلفظ. وحينما أكون لاهيًا ينتابني الشكُّ بالتلفظ، فحصلت لي ثلاث موافق:
الموقف الأول:
أحيانًا يحدث مشاجرات بين أي زوجين، وحينما يشتدُّ الخصام أخرج من البيت وأذكر الله بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها. وأقصد من كلمة «خيرًا منها» أي أجرني الأجر واخلفني بالأجر الأفضل، من المشاكل والصبر، ولم يخطر ببالي الطلاقُ أصلًا.
وبينما أتصفح موقع فضيلتكم وجدت أحد المستفتين حصلت معه هذه الكلمة وأنها من كنايات الطلاق، فخفت في نفسي لأني قُلتها سابقًا ولكن لم أقصد الطلاق، اقصد أن الله يُخلفني الخيرَ والأجر في هذه المشكلة.
الموقف الثاني: وكنت بعد العودة من مكان السيارات المصدومة المعروضة للبيع، وقد عجبتني سيارة ولكنها بِيعت، وأنا عائد كنت أحدث نفسي أني أحلف بالطلاق أن أُربحه ألف ريال وأبتاعها منه، وكان وقتها حديث نفس، ولكن صادفني التثاؤب ولكن لم أسمع صوتا، ولكني خفت من فتحة الفم أثناء حديث النفس للتثاؤب.
الموقف الثالث:
كنت أتناقش مع زوجتي في شأن لبس العباية وتغطية العيون أمام المارة وغضبت وقلت لها: «أقسم بالله أقسم بالله لو ما تغطين عيونك سألبسك عبايةً على الرأس». فمن كثرة خوفي من وساوس الطلاق جاءتني أنها كنايات طلاق، وأنا لم أعلقها بالحلف بالطلاق بل أقسمت بالله.
فخفت من كلمة: «أقسم بالله». قلت: قد تكون كناية من كناية الطلاق. مع العلم أنه قسم بالله من باب الوعيد والتهديد لها.
فما حكم فضيلتكم؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يقع يا بني بشيء مما ذكرت طلاق.
لا يقع بالموقف الأول طلاق، لأن قصارى الأمر في هذا الدعاء أن يكون من كنايات الطلاق، وكنايات الطلاق لا يقعُ بها الطلاق إلا مع النيَّة وحيث لم تنو الطلاق بل قصدت الأجرَ والمثوبة فلا طلاق.
ولا يقعُ يا بني بالموقف الثاني طلاق، لأن الطلاق لا يقع بحديث النفس ولا بالتخيُّلات، وفتح فمك للتثاؤب لا علاقة له بالطلاق، وإن كنا نوصيك بأن تردَّ التثاؤبَ ما استطعت؛ لأن هذا هو السنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَالَ: (هَا). ضَحِكَ الشَّيْطَانُ»(1). إياك أن تظن أن لهذه النصيحة علاقة بالطلاق.
أما الموقف الأخير فما أبعده عن الطلاق، هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها أن الحلف بالله قد يكون من كنايات الطلاق.
فاستعذ بالله يا بني واطرح عنك هذه الوساوس ولا تُلق لها بالًا، واشتغل باستصلاح أحوالك الإيمانية، واتَّخِذْ لك رفقةً صالحة تُذكِّرك بالله وتُعينك على طاعته. والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) أخرجه البخاري في كتاب «بدء الخلق» باب «صفة إبليس وجنوده» حديث (3289).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend