تكرار الطلاق بتكرُّر حكايته

حلفت على زوجتي طلاقًا معلقًا ألَّا تفعلَ شيئًا ما بنيَّة التهديد، وقد فعلَتْه بعد أن سمحتُ لها بذلك، وسألتني مرات عديدة: هل وقع طلاق بذلك؟ فأقول لها: لا. ومن كثرة إلحاحها قلت لها: نعم وقع وهذه طلقة. وكانت نيتي فعلًا أنها طلقة. وقلت لنفسي: طلقة لن تضر ما دمت عاشرتها يبقى عادت لذمتي. وعاودت السؤال أكثر من مرة وفي كل مرة أجيب بأنها طلقة فعلًا، ونيتي أنها طلقة فعلًا.
هل وقع بذلك الطلاقُ أكثر من مرة؟ لأن نيتي في كل مرة سألتْني أنها طلقة فعلًا، وقد سألتني أكثر من خمس مرات وكان ذلك في أوقات متفرقة. هل يقع طلاقٌ في كل مرة أقول أنها طلقة فعلًا، ونيتي أنها طلقة فعلًا وقعت حتى أريح نفسي؟ وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الحديثَ عن واقعة طلاق على سبيل الحكاية لا يعني إنشاءَ طلاق جديد، ولا يتكرَّر الطلاقُ بتكرُّر سرد هذه الحكاية، وإنما هو الطلاق الذي اتجهت نيتُك إلى إيقاعه أولَ مرة فحسب.
وما كان ينبغي للزوجة أن تحلف عليك حتى تُلجِئَك إلى ما تكره هي وتكرهه أنت من إيقاع الطلاق، وما كان لك أن تُلغِز في حديثك معها عندما سألتك، بل كان ينبغي أن توضِّح لها الأمرَ لتريح ضميرَها الديني، بدلًا من الإجابات المجملة الـمُلغزة التي تحملها على الإلحاح والمضاجرة.
فغفر الله لكليكما؛ ولعلكما تستفيدان من ذلك في المستقبل بإذن الله. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend