ترديد موسوس يمين الطلاق في نفسه

كنت أفكر في شيء، وأحلف بالله أثناء التفكير أني لم أفعل هذا الشيء، ثم وجدت يمين الطلاق يتردد داخل مخي، وشعرته وكأنه يخرج ويتردد عن طريق النَّفَس (الزفير) من الأنف، ولكن فمي كان مغلق، ولم يتحرك لساني بحروف هذا اليمين، ولم أسمع نفسي أقول ذلك أثناء التفكير. ولكني شعرت وكأنه يخرج مع الزفير من الأنف.
فهل ذلك يعتبر حديث نفس أم ماذا؟ حيث إنني في شدة القلق بسبب ذلك.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذا الذي تذكره يدخل في حديث النفس، لأن الحديث الفعلي هو ما تحرك به اللسان والشفتان، ولا يكون هذا مع إغلاق الفم؛ وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16]. وكان الصحابة يعرفون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من تحرُّك شفتيه، فمن لم يحرك لسانه وشفتيه في القراءة فما قرأ.
ولا أدري لماذا كل هذا التعمق والتكلف في هذه المسائل! لقد قلنا مرارًا: إن المبتلى بالوسوسة لا يقع طلاقُه ولو نطق به نطقًا صريحًا، وسمعه الناس جميعًا من حوله، إلا إذا قصد إليه عن رضًا وطمأنينة؛ لأنه مستغلق عليه طوال الوقت، و«لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(1). فلماذا تُضيِّقُ واسعًا؟!
اللهم ارزقنا وإياهم الفقهَ في الدين، واجمع لنا ولهم بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/ 276) حديث (26403)، وأبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على غلط» حديث (2193)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «طلاق المكره والناسي» حديث (2046)، والحاكم في «مستدركه» (2/ 216) حديث (2802). من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وحسنه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (2047).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend