أشكرك يا دكتور على رد حضرتك، ولكن ما أخشاه أن أكون أثناء مراجعتي لما حدث أن أكون ذكرت هذه الكلمة «مطلقة» بصوت مسموع، وليس حديث نفس، وذلك أثناء رغبتي في التأكد هل أنا ذكرتها في المرة الأولى أم لا.
فهل ترديدي لكلمة «مطلقة» مرة أخرى بصوت مسموع أثناء تفكيري فيما حدث ومراجعته حتى أتأكد مما حدث بسبب شدة الوسواس وقلقي وخوفي مما حدث يقع بها شيء؟
مع العلم أنني لم أكن أفكر أبدًا في الطلاق، ولكني للأسف عندما تأتي أي كلمة متعلقة بالفراق أو الطلاق أو الانفصال تنتابني حالة شديدة من الوسواس في الطلاق، فهل يقع شيء بسبب شعوري بترديد كلمة «مطلقة» مرة أخرى بصوت مسموع، أثناء رغبتي في التأكد هل أنا قلتها في المرة الأولى أم لا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن من ابتلي بالوسواس مثلك يا بنيَّ لا يقع طلاقُه ولو نطق به نطقًا صريحًا فصيحًا وسمع به العالم أجمع، إلا إذا قصد إليه عن رضًا وطمأنينة؛ لأنه مستغلق عليه طوال الوقت، و«لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(1).
فلا تلقِ لهذه الوساوس بالًا، ألق بها وراء ظهرك، واعلم أن الله أرحم بعباده من آبائهم وأمهاتهم(2)، وأن شريعته أكثر يسرًا مما تتوهمه من خلال وساوسك. والله تعالى أعلى وأعلم.
—————————–
(1) سبق تخريجه.
(2) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «رحمة الولد وتقبيله ومعانقته» حديث (5999)، ومسلم في كتاب «التوبة» باب «في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه» حديث (2754)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبيٍ؛ فإذا امرأة من السبي تبتغي إذا وجدت صبيًّا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته. فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْـمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟» قلنا: لا والله؛ وهي تقدر على أن لا تطرحه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للَّـهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا».