بين طلب الأب ابنته من طليقته عنده ليراها وسماحها له برؤيتها في مكان محايد

لي أخت تزوجت من شخص، وظلت طوال سبع سنوات تعالج من العقم، ورزقها الله بطفلة، ولكن زوجها لم يكن يعالجها ولا ينفق على حملها وولادتها، وقد كلفنا ذلك الحمل عشرات الآلاف من الجنيهات لم يدفع منها سوى مائة جنيه رغم توافر المال معه، وعندما رأى الطفلة بعد ولادتها لم ينظر في وجهها طوال شهرين معه، وطلق أختي غيابيًّا وطردها هي وابنتها شرَّ طردة؛ لأنه تعرَّف بأخرى شرطت عليه طلاق أختي.
وطوال ثلاث سنوات لم يسأل على ابنته، ولم يطلب رؤيتها، ونأخذ منه النفقة عن طريق المحكمة بطلوع الروح (140) جنيهًا، وهذه السنة الرابعة للبنت وهي لا تعرفه، وبدأ يطلب ابنته عنده في المنزل عدة مرات.
والآن أختي لن تنجب مرة أخرى، وهي فرغت حياتها لتربية البنت ورفضت الزواج، وقد قلت له عن طريق محاميه: إن له زيارة أسبوعية في مركز الشباب بجانبنا (150) مترًا، وأقسمت له بالله بأني سآخذ البنت أسبوعيًّا له لكي يراها ويمكث معها عند طلبه رؤيتها رسميًّا حتى أكون بجانب البنت، وأشهدت الله على ذلك، ولكنه رفض ذلك تمامًا.
وأمي وأختي يقولون: إننا لن نرسل البنت لزوجته، التي كانت السبب في طردها وبنتها، ولن نأمنها على البنت لحظة واحدة.
علمًا بأن أختي كانت مستعدة لتكون زوجة ثانية من أجل البنت، ولكنه رفض، زوجته تريده لنفسها فقط.
وأنا أريد رأي فضيلتكم؛ فأنا لا أستطيع إلزام أمي وأختي بإرسال البنت وحدها لمنزل والدها، وأنت تعرف طباع النساء في تلك اللحظة، وفي نفس الوقت فإن هذا الشخص يقول بأننا نحرمه من بنته، ولا يريد رؤيتها سوى في بيته، ويرفض أي محاولة بعيدًا عن بيته.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأسأل الله أن يجبر كسر أختك، وأن يعوضها خيرًا، وبشِّرها أن اللهَ جل وعلا قد قال في كتابه: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10].
أما بالنسبة للحضانة فقد قضت المحكمة برؤيتها في منطقة محايدة، والقضاء قد جُعل للتناصف ومنع البغي وحسم الخصومات بين المتنازعين بحكمٍ مُلزِم.
وفي ضوء ما شرحت من وقائع، إن صح ما قلت ولم تكن مبالغًا في شيء منه، وحسابك في هذا على الله، فلا حرج أن تصر على التقيد بما جاء في حكم المحكمة حول الرؤية وتحديدها زمانًا ومكانًا، فإن أبى فما أنت بملوم. وسوف يرعوي إلى قرار المحكمة بعد حين. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend