بين الوساوس وكنايات الطلاق بالمزاح

أريد من حضرتك أن تقرأ رسالتي وأستحلفك بالله أن تجيبني بما تعلمه؛ فأنا لا أريد أن أستفتي أحدًا فيفتيني بغير علم، هذا الموقف حدث بيني وبين مديري في عملي، فأنا أعمل في أحد المعاهد، وقد قرَّرت أن أقدِّم استقالتي من عملي، وكتبت (شهادة الخبرة) وعرضتها على المدير ليوقعها، ودارَ الحوارُ التالي بيننا:
المدير قال لي: مش هتجيب المأذون؟
فقلت له: ليه؟
فقال المدير: عشان يطلق.
وعندما قال المدير ذلك ضحكنا وقلت له: أنت لست لي بزوج.
هذا ما دار وقد كتبته لحضرتك، فهل يقع بذلك طلاق؟ وهل يمكن أن يحدث طلاق بالضحك؟ أعرف أن أسئلتي غريبة، لكن أستحلفك بالله لا تهمل هذه الرسالة؛ فلا أجد من أثق بعلمه حتى أستفتيه، وأعاني وسواسًا شديدًا، فأرجوك لا تهمل رسالتي.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا علاقة لما ذكرته بالطَّلاق، لقد أراد المدير مازحًا أن يجعلَ من علاقتك بالعمل من جنس علاقة الزَّوْج بزوجه، ولكنك رددت عليه نافيًا ذلك بمنتهى الوضوح والحزم، فارفق بنفسك، ولا تجعلها تذهب وراء الوساوس حسرات، واعلم أن اللهَ جل وعلا أرحم الراحمين، وأنه لم ينزل شرائعه ليشقي بها عباده، بل فصَّلها لهم ليرحمهم بها، ويرفع عنهم الحرج والإصر والأغلال التي كانت على من سبقهم من الأمم.
أما عن قولك: هل يمكن أن يقع الطَّلاق بالضحك؟ فالجواب: نعم، إذا كان صريحًا؛ لأن صريح الطَّلاق لا يحتاج إلى نية، ولا يفرق فيه بين الجادِّ والمازح، أما كنايات الطَّلاق، فهي التي تفتقر إلى نية، فلا يقع معها طلاق إلا بالنِّيَّة.
أسأل الله أن يمسحَ عليك بيمينه الشَّافية، وأن يجمعَ لك بين الأجر والعافية. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend