الوساوس في حكاية لفظ طلاق الغير

كانت هناك حالة طلاقٍ وعلى حد علمي قلت لصديقي: إن زوج أختك طالما كان غاضبًا وقلت: ماذا قال لها؟ رَدَّ علي وقال: قال لها «أنت طالق». قلت له: كونه يقول لها «أنتِ طالقٌ» وهنا راودتني الشكوك والتصوُّرات وتخيلت أن زوجتي أمامي وتوقَّفت عند هذا الحدِّ وتوقَّفت لحين انصراف الوسواس، وقلت: ليتني ما نطقتُ. ومنذ هذا الوقت وأنا في حيرة من أمري وأخاف من انهدام أسرتي، فهل بهذا يقع طلاقٌ؟ علمًا بأنني لم يكن لي أيُّ نية في الطَّلاق، حيث إنني أحبُّ زوجتي كثيرًا، وتلفَّظتُ به دون أن يكون لي نيةٌ ولا قصد في الطَّلاق ولا الانفصال عن زوجتي. فأفيدوني أفادكم الله، ولكم جزيل الشكر.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الطَّلاق الذي تتحدَّث عنه لا يلزمك منه شيءٌ؛ لأن السياقَ لا يقول إنك قد قلت هذه الكلمة قاصدًا بها إنشاء طلاقٍ تُوقعه على زوجتك، بل قُلتَها في سياق مراجعتك لهذا الرجل وحكايةً لقوله؛ فلا يلزمك من ذلك شيءٌ، فأَبْقِ على نفسك ولا تستغرق مع هذه الوساوس. واعلم أن اللهَ أرحم الراحمين(1)، وأنه لا يريد أن يجعل على عباده في الدِّين من حرج(2). والله تعالى أعلى وأعلم.

____________

(1) قال تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأنبياء: 83].

(2) قال تعالى:  ﴿مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة: 6].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend