الطلاق ثلاثًا كتابةً عبر الشات بغير قصد ولا نية

صدرت مني الكلمات الآتية كتابيًّا لا إراديًّا: «طالق، طالق، طالق» دفعة واحدة على برنامج المحادثة عبر الإنترنت، وذلك عندما كنت أتحدث لزوجتي، مع العلم بأنها المرة الأولى التي يصدر فيها مني هذا الأسلوب، حيث اشتد غضبي، وتم استفزازي، وكتبتها بغير إحساس أو نية، ولم أقصد الطلاق أصلًا أو أنوه، ولكن صدرت مني تلقائيًّا؛ نظرًا لإقدام الزوجة على تحديها لي بضرورة حسم بعض من المواضيع، واستفزتني بالكلام.
فما هي الخطوة الثانية التي عليَّ أن أتبعها لتصحيح هذا الخطأ أو الذنب الذي وقعت فيه بسبب هذا التلفظ؛ حيث أَعْلمتِ الزوجةُ والدَها ووالدي، مما تسبب في انزعاجهما مني وإلقاء اللوم عليَّ واتهامي بأني عصبي المزاج وغير كفء وشخص غير مبالٍ ومتخبط، آخذ قراراتي بدون تريث ودراسة وتحليل… إلخ؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن كتابة الطلاق من كنايات الطلاق في أظهر قولي العلماء، وكنايات الطلاق لا يقع بها الطلاق إلا مع النية، فإذا خلت كتابتك للطلاق من النية فلا يحتسب ذلك عليك.
قال ابن قدامة في «المغني»: «إذا كتب الطلاق، فإن نواه طَلُقَت زوجته، وبهذا قال الشَّعْبي، والنَّخَعي، والزُّهْري، والحَكَم، وأبو حنيفة، ومالك، وهو المنصوص عن الشافعي»(1). انتهى.
وبناء على ذلك فهذه الكتابة لَغْوٌ، ولا يلزمك منها شيء، ولا تجد في نفسك من تثريب أهلك عليك، فأنت أحبُّ الناس إليهم، وقد يغلظ المحب أحيانًا على حبيبه تذكيرًا له وزجرًا له عما يؤذيه. وصدق القائل:
فَقَسا لِتَزدَجِروا وَمَن يَكُ حازِمًا *** فَليَقسُ أَحيانًا وَحينًا يَرحَمُ(2)

زادكم الله محبة وترابطًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

_____________________

(1) «المغني» (7/485-487).

(2) هذا البيت لأبي تمام، وهو من بحر الكامل.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend