الطلاق الصريح مع تكراره وإشهاد الله عليه- عند الإغلاق

أنا يا شيخ مبتلى بالغضب، ودائمًا أكون سريع الغضب جدًّا، وشديد الغضب على أبعد وجه، وإننى من الممكن أن أعمل أي حاجة وقت غضبي، أو أقول أي كلام.
وإنني أحلف بالطَّلاق كثيرًا جدًّا على أي شيء، مهما كان تافهًا، ثم بعدها أندم وأكفر عنه.
المشكلة أن حماتي دائمًا ما تُحرض زوجتي على أمي، على الرغم من أن حماتي تكون خالتي شقيقة أمي، وحيث إن هناك بعضَ الخلافات بيني وبين أمي فقد أخذت حماتي ذلك فرصة وحاولت أن تحرضني على أمي، فقالت لي: أمك قالت: «مش عايزاك تدخل عندها تاني».
لما وصل الكلام لأمي فَهِمَتِ الغرضَ من كلام حماتي، فاتصلت أمي على زوجتي وهي عند أمها وقالت لها: «والله ما تدخلي بيتي أبدًا». كي تُريح حماتي.
وامتنعت حماتي من أن تُرجع ابنتها إلا بشرط أن تقعد في شقتها ولا تنزل لأمي، وإلا فاتركها.
رجعتُ بيتي وأنا في شدة غضبي، سألني أخواتي: ماذا حصل؟ فحلفت طلاقًا بالثلاثة لو أنها رجعت لابد أن تقعد عند أمي، ومن انفعالي من كلام إخوتها وأمها قلت لأخي: «أنا خلاص طلقتها». وقلت بنفس اللَّفْظ: يا رب أنا أُشهدك وأنا عاقل أن امرأتي طالق طالق طالق. وكررت لفظ «طالق» أكثر من ست أو سبع مرات، بأعلى صوتي. آسف على الإطالة. أفيدوني أفادكم الله.

 

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن قولك: «يا رب أنا أشهدك وأنا عاقل أن امرأتي طالق طالق طالق» وكرَّرت لفظ «طالق» أكثر من ست أو سبع مرات» تُؤخذ به ويحتسب عليك، لا تذهب عنك تبعته إلا إذا كنت قد وصلت في غضبك إلى مرحلة الإغلاق التي تُسقط المسئولية عن الطَّلاق، وهي شدة الغضب ومنتهاه التي تفقد معها العلم والقصد جميعًا، وأغلب الظن أنك لم تصل إلى هذه المرحلة.
وأما تكرارك للفظ الطَّلاق فإن كنت قصدت به التأكيد فواحدة، وإن كنت قصدت به في كل مرة التأسيس وإنشاء طلقات جديدة فأنت مسئول عن ذلك، وقد بانت منك زوجتك.
وأما حلفك قبل ذلك بالطَّلاق فإن كنت قصدت به تطليق زوجتك إذا لم تُقِمْ مع أمك فأنت مسئول عن ذلك ويعتد عليك بهذا الطَّلاق، وإن لم تقصد به إلا ما يقصده الحالف من الحضِّ أو المنع فهذه يمين مُكفرة تخرج من تبعتها عند الحنث بكفارة يمين، وهي إطعام عشَرة مساكين أو كسوتهم، فإن عجزت فتحرير رقبة.
وصفوة القول أن قضيتك لا تُحَلُّ عبر التَّواصل على الإنترنت، بل قد لا يتسنَّى لك تطبيق ما كتبناه لك على حالتك إلا بالاستعانة ببعض أهل العلم، فابحث عن بعض أهل الفتوى المخالطين لك ليسمع منك عن قرب، ويُفتيك في حالك بما أراك الله، ولا تستسلم لحالة الغضب التي تعتريك، وتذكَّر وصيَّة نبيك ﷺ: «لَا تَغْضَبْ».
ونسألُ اللهَ أن يلهمك رشدك، وأن يردَّك إليه ردًّا جميلًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend