الرجعة بجماع المطلقة بغير نية

حلفت بالطلاق ثم حنثت، وكنت أجامع زوجتي أثناء العدة. فهل جماعي لزوجتي أثناء العدة يُعتبر رجعة لها؟ علمًا بأنني كنت لا أعلم أن هذا طلاق. وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الحلف بالطلاق عند جماهير أهل العلم يقع به الطلاق عند الحنث، سواء علم بأنه طلاق أم لم يعلم، قصد به الطلاق أم لم يقصد؟ وخالف في ذلك بعضُ أهل العلم فقالوا: لا يقع به الطلاق إلا إذا قصد به الطلاق، ولم يقصد به مجرد الحض أو المنع أو التصديق أو التكذيب، وإلا كان يمينًا مكفرة.
وإذا اعتبرنا رأيَ الجمهور وهو الأحوط فقد احتسب منك الطلاق بالحنث.
أما الرجعة فقد اتفق الفقهاء على أن الرجعة تصح بالقول، قال ابن قدامة في «المغني»: «فأما القول فتحصل به الرجعة بغير خلاف»(1). انتهى.
واختلفوا في الرجعة بالفعل: فذهب الحنابلة إلى أن الوطء رجعةٌ، سواء أنوى به الرجعة أم لا؟ قال في «كشاف القناع»: «وتحصل الرجعة بوطئها بلا إشهادٍ، نوى الرجعة أو لم ينو به الرجعة»(2).
واشترط المالكية لذلك النية، قال في «الشرح الكبير»: «ولا تصح رجعة بدون النية، ولو بأقوى الأفعال كوطء»(3).
والأحناف يُجيزون الرجعة بالمس مطلقًا، قال صاحب «الدر المختار»: «وبالفعل، مع الكراهة، بكل ما يوجب حرمة المصاهرة، كمسٍّ، ولو منها اختلاسًا أو نائمًا أو مكرهًا أو مجنونًا إن صدقها هو»(4). انتهى.
والمختار لدينا هو قول الحنابلة، وهو أن الوطء رجعة، سواء نواها الزوج بالوطء أم لم ينوها. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) «المغني» (7/524).

(2) «كشاف القناع» (5/343).

(3) «شرح مختصر خليل للخرشي» (4/80-82).

(4) «حاشية ابن عابدين» (3/398-399).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend