الحلف بالطلاق داخل النفس(3)

حلفت بالطلاق على عدم فعل شيء ثم حنثت عدة مرات.
السؤال الأول: أن هذا الحلف كان منذ أربع سنوات، وقد حنثت بالحلف منذ سنة، وكان في اعتقادي أن الحلف دون تلفظ يقع به الطلاق ولكن بعد معرفتي لذلك تذكرت أنني حلفت في سرى بدون تلفظ أو عندي شك في ذلك. فهل يقع الطلاق؟
السؤال الثاني: أنني على يقين أنني حلفت دون تلفظ أو عندي شك في ذلك. فهل مجرد وجود هذا الشك في التلفظ أو عدم التلفظ يقع به الطلاق؟ وماذا أفعل لهذا الشيطان الذي يقول لي: ربما تلفظت بالحلف.
السؤال الثالث: أن صيغة الحلف وكذلك النية لا تدل على تكرار العقوبة عند الحنث. ولكن تأتيني وساوس تقول لي: ما معنى عدم فعلك هذا الشيء أبدًا؟ معناه أنك كلما حنثت يلزمك الطلاق. ولكني لم أقل أيَّ لفظ يُفيد التكرار ولم أنو التكرار. فما حكم ذلك وماذا أفعل؟
السؤال الرابع: أنني في هم وضيق وتفكير مستمر في ذلك الموضوع، أريد أن أعرف ما سبب هذا التفكير المستمر في كل لحظة هل هو من الشيطان أم ماذا؟ ولماذا عندما أهم بعمل أي عمل صالح يقول لي: إن اللهَ لن يتقبل منك لأن امرأتك بانت منك، فلا تفعل هذا العمل الصالح لأنه لا جدوى من ذلك.
أرجوكم الرد علي لأنني في أمسِّ الحاجة لهذه الفتوى كي أَخرُج من هذا الضيق وأُقبل على الله وعلى أعمالي. جزاكم الله خيرًا على صبركم وحلمكم علي.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد أجبنا عن هذه الأسئلة من قبل وها نحن نُعيد الإجابة عليها مرة أخرى آملًا أن تُخرج نفسك عن هذه المحرقة.
• السؤال الأول: لا فرق في الحلف بين السر والجهر، فما دمت قد تلفظت به وتحركت شفتاك بذلك وقع منك الطلاق ما دمت تقصد إليه وتريده ولست مغلقًا عليك أو مغلوبًا على أمرك.
• السؤال الثاني: إذا شككت هل وقع التلفظ بالطلاق أم لم يقع؛ فإن الأصل وهو قيام العلاقة الزوجية لا يزول بالشك في الطلاق، خاصة لمن كان في مثل حالتك، فلا تلتفت إلى ذلك ولا تعول عليه.
• السؤال الثالث: ما دامت صيغة الحلف لا تدل على التكرار فإن عقدتها تنحل بالحنث أول مرة، ولا تتكرر الكفارة أو الطلاق بتكرر الحنث، وقد أفتيت بذلك، فلا تلتفت إلى الوساوس.
• السؤال الرابع: بالنسبة لما تكابده من هم وضيق سل الله العفو والعافية، وأكثر من الذكر وقراءة القرآن ومجالسة الأخيار، وابتعد عن المعاصي واجتنب المحارم، واعرض نفسك على بعض المتخصصين فقد شرع لنا التداوي، وتمنياتي لك بالشفاء العاجل، ودعائي لك بأن يجعل الله لك من ضيقك فرجًا، ومن عسرك يسرًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend