الحلف بالطلاق داخل النفس(2)

أشكر فضيلتكم على هذا الجهد في التخفيف عنَّا، وأرجو أن تتحملوني حتى أتخلص من أي حيرة بداخلي. ولي استفسار عن فتوى الحلف بالطلاق. والسؤال هو: هل تحريك اللسان والشفتين بالحلف بالطلاق دون إصدار صوت أسمعه أنا يقع به الطلاق؟ وهل لابد أن أُسمِع نفسي بالحلف بالطلاق لكي يقع الطلاق؟ وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا فرق بين الطلاق بين السرِّ والجهر، بل العبرة بالتلفظ، فمن تلفظ بالطلاق وتحركت به شفتاه احتسب عليه سرًّا كان أو جهرًا.
ولكن يبقى أن أصحاب الوساوس القهري لا يحتسب عليهم الطلاق ولو تلفظوا به، إلا إذا قصدوا إليه عن طمأنينة؛ لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة، بل هو مُغلَق مكره عليه لقوة الدافع وقلة المانع.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «ثم إن المبتلى بوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ به في لسانه إذا لم يكن عن قصد؛ لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة، بل هو مُغلق مكره عليه لقوة الدافع وقلة المانع، وقد قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: «لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقِ»(1)، فلا يقع منه طلاق إذا لم يُرِده إرادة حقيقية بطمأنينة، فهذا الشيء الذي يكون مرغمًا عليه الإنسان بغير قصد ولا اختيار فإنه لا يقع به طلاق». فهل آن لك أن تغلق هذا الملف فتريح وتستريح؟ والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/ 276) حديث (26403) ، وأبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على غلط» حديث (2193) ، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «طلاق المكره والناسي» حديث (2046) ، والحاكم في «مستدركه» (2/ 216) حديث (2802). من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وحسنه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (2047).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend