التخلص من وساوس الطلاق

شيخي الحبيب، أحبك في الله، أطلب منك المساعدة، فقد كنت مُبتلًى بأمر الوساوس، وكانت وساوسَ كفريةً والعياذ بالله، وأنا الآن أُعالَج عند طبيب نفسيٍّ وآخذ علاجًا طِبِّيًّا، والحمد لله بفضل الله تعافيتُ من الوساوس الكفرية، ولكن يا شيخنا قد جاءتني وساوس أخرى في أمور الطَّلاق، وأنا الآن عاقدٌ على فتاةٍ وأُحِبُّها حبًّا شديدًا وهي تحبُّني حبًّا شديدًا.
المشكلة يا شيخي في وساوس الطلاق، أسألك الدُّعاء يا شيخي، وأن توجِّه إلي نصائح. ولقد علمتُ يا شيخنا أن الطَّلاقَ يقع بالتَّلفُّظ أو بالكتابة، والتَّلفُّظ نوعان: منه ما هو صريحٌ، ومنه ما هو كنائي.
فيا شيخنا أنا- والحمد لله- لم أتلفَّظ بأي شيءٍ من ذلك، ولكن تأتيني وساوسُ عندما أتكلم كلامًا عاديًّا تقول لي: هذا من الكنايات.
فمثلًا تأتي وساوس على خاطري ولكن لا أتلفظ بها وقد يُخيِّل إلي الشَّيطان أنني قد تلفَّظتُ بها، ولكنني- والحمد لله- متأكدٌ من أنني لم أتلفَّظ بها.
ومثلًا يُوسوس إلي الشَّيطان ويقول: إنك كنتَ تريد أن تكتب شيئًا. ومثلًا عندما أكتب رسالةً على الموبايل، رسالةً عاديَّةً، أرى مثل حرف «ط».
وتأتيني وساوس على الكمبيوتر، على لوحة المفاتيح، أو أي شيء، وأنا يا شيخنا لم أتلفَّظ بشيء ولم أكتب شيئًا.
يا شيخنا أسألك- وأنت من أهل العلم- أن تُخلِّصني من هذه الوساوس بإذن الله، ثم ببركة العلم الشَّرعي الشريف، فأنا أحب الله وأحب الرَّسول ﷺ، وأتمنى أن أعيش حياةً سعيدة مع زوجتي الحبيبة.
يا شيخ لكي أخذل الشَّيطان الرَّجيم، هل ممكن من حضرتك أن تجيبني في هذه المسألة: لو أن رجلًا نوى الطَّلاق، ثم أراد أن يكتبَ ولكنه كتب حرفًا ولم يُكمل، فهل بهذا يقع الطلاق؟

 

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فأحبَّك الله يا بنيَّ الذي أحببتني فيه، وأودُّ أن أؤكد لك «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ ».
وإن من العجيب يا بُنَي أن يوسوس لك الشيطان أنك إذا كتبت حرف الطاء ربما يقع به الطلاق! أتظن إلى هذا الحد أن الدين عسر؟! وأن أمر العصمة هين إلى هذا الحد؟!
فطِبْ نفسًا وقرَّ عينًا، واطرح عنك هذه الوساوس، ولا تُبغض إلى نفسك عبادة ربِّك، وتابع علاجك بانتظام، ولا يزال لسانُك رطبًا بذكر الله، فلا شيء أطرد للشَّيطان وأرضى للرحمن من المداومة على ذكره والإكثار منه. ونسأل الله لنا ولك العافية، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend