الإخبار بالطلاق كذبًا

أفيدوني أفادكمُ اللهُ، أنا أعيش الوَساوسَ والقلقَ، لقد أرسلتُ لكم سابقًا عندما كنتُ أتحدَّثُ مع صديقةٍ قديمةٍ وبالخطأ وبدونِ قَصْدٍ قلتُ: «أنا طلقَّتُ». وكنتُ كاذبًا وهي لا تعلمُ بزواجِي، وأفتيتم بأن طلاقي لا يقَعُ، ونصحتموني بالإقلاع عن التعرُّض لزوجة غيري، وأنا أعاني الوساوس قبل ردِّكم، وكان الردُّ قد تأخَّرَ مما جعلني في حيرة، وجلستُ بالقرب من أختي وقلتُ لها أصدقائي يقولون: «تغيرت بعد الزواج». وقلت لها: «جاوبتُ أصدقائي: تزوجْتُ وطلقتُ». وأنا كنت كاذبًا؛ لأن أصدقائي لم يسألوني، ولكن أردْتُ معرفةَ رد أختي؛ لأني عشتُ القلق والوساوس، أضع رسالتي بين يديكم، وأمانة بيني وبينكم مع الله، أرجو ألا يتأخَّر رَدُّكم، وآسف على إزعاجكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن حكايتَكَ لأختِك ما جرى منك من كذبٍ على من سألكَ لا يُنشئ طلاقًا جديدًا، وإنما هي مجرَّد حكاية وإخبار عن الكذب السابق.
ولكن متى تستقيم على الجادة وتخرج من هذه المحرقة محرقة الكذب ومحرقة الوساوس؟!
راجع نفسَك يا بنيَّ، فإن العُمرَ يجري، وابحث لك عن رفقة صالحةٍ تدلك على الخيرِ وتعينك عليه، وإن اقتضت حالتك أن تُعرض نفسَك على طبيب نفسي لعلاجك من الوسواس فلا تقصِّر في ذلك، فـ«فَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»(1).
أسأل الله أن يأخذ بناصيتك إلى ما يُحبه ويرضاه، وأن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 413) حديث (3922)، وابن ماجه في كتاب «الطب» باب «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» حديث (3438) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/ 50) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend