إصرار الزوج على طلاق زوجته رغم اعتذارها عن سيء فعلها معه

منذ فترة وعدني زوجي بسُفرة، إلا أنه في آخر لحظة تراجع عنها دون إعطائي سببًا مقنعًا لذلك، فثُرت غضبًا في وجهه أمام إخوتي وأمي، فغصب مني غضبًا شديدًا وذهب وشكاني لعائلته، مما زاد الطين بلة، فكبر المشكل، فذهب إلى منزلنا تاركًا إياي وأولادي عند أختي دون أن يقول لي إنه ذاهب، ولمدة سبعة أيام دون أن يتصل ويسأل عن أبنائه، ليعود ويصحبنا دون أن يقول ولا كلمة.
عند عودتنا إلى بيتنا قال لي: يجب أن نطلق. فرفضت واعتذرت منه، إلا أنه لا يزال غاضبًا مني غضبًا شديدًا، متحججًا بأننا لا نتفاهم، وإن مشاكلنا كبيرة، مع العلم بأنها ليست سوى مشاكل عائلية عادية موجودة في كل بيت.
بعد فترةٍ خيَّرني بين الطلاق أو أن أعود إلى بلدي الأم، مع العلم بأننا في بلاد الغربة، وأمكث هناك لفترة لم يحدد لي عددها.
في البداية وافقت فقط لأرضيه، لكن بعد فترة واجهته بأنني لا أريد تركه وترك بيتي. مع العلم بأن أولادي بالمدرسة، لا أريد أن أضيع عليهم السنة.
ومنذ ذلك الوقت وهو لا يكلمني، ينام في غرفة غير غرفة النوم، لا يحضن ولا يكلم حتى أولاده، وعندما طلبت منه أن يعود إلى صوابه واجهني بالطلاق للمرة الثانية ليعود ويطلب مني أن نعطي لبعضنا فرصة ثانية، وطلب مني فترة خمسة أيام ليُعيد التفكير.
وقد مر يومان لا يكلمني، لا يأكل في البيت، يرجع متأخرًا في الليل، لا يلاعب أولاده، ولا أعرف ماذا أفعل؟
أنا متمسكة بزوجي لا أريد الطلاق منه محافظةً على بيتي وأولادي، وقد وعدته أن أغير في كل ما يضايقه، ماذا عساي أن أفعل؟ أرجو منكم النصيحة أولًا لإرجاع زوجي وإرضائه؟ وثانيًا لأحافظ على بيتي وأبعد شبح الطلاق عن أولادي. ولكم جزيل الشكر.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأسأل اللهَ أن يبدل عسرك يسرًا، وأن يجعل لك من ضيقك فرجًا ومخرجًا، وأن يرد زوجك إليك ردًّا جميلًا.
واعلمي يا أمة الله أنه لم ينزل بلاءٌ إلا بذنب، ولم يُكشف إلا بتوبة(1) ، فبادري بالتوبة إلى الله، وحاسبي نفسك قبل أن تُحاسبي، وزني أعمالك قبل أن تُوزن عليك(2).
ولا يُعقل يا أمة الله أن زوجَك قد أخذ هذا الموقف الحادَّ لمجرد عثرة عارضة أو زلة طارئة، فإن الرجل لا يجترئ على تخريب بيته بهذه السهولة، إلا إذا طف الصاع وفاض به الكيل.
فراجعي نفسك في علاقتك معه، واستديمي الإحسان إليه في صمت، واستعيني على تألُّف قلبه بالدعاء، وتحيَّني أوقات الإجابة، ثم بتوسيط بعض الصالحين الأخيار، ممن يغلب على ظنك أنهم يستمع إليهم ويقبل منهم.
واللهَ أسأل أن يرده إليك ردًّا جميلًا، وأن يقذف المودة بينكم، والهدى في قلوبكم. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) أخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (1/124) حديث (727) من قول العباس بن عبد المطلب.

(2) فقد أخرج الترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» باب «ما جاء في صفة أواني الحوض» حديث (2459)، وابن ماجه في كتاب «الزهد» باب «ذكر الموت والاستعداد له» حديث (4260) من حديث شداد بن أوس: أن رسول الله ﷺ قال: «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِـمَا بَعْدَ الْـمَوْتِ». وقال الترمذي: «حديث حسن».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend