منذ 22 عامًا توفيت والدتي، ونحن ولدان وبنتان، ولم نجلس ونحسب الميراث كالآخرين، ولكنا تركنا المبلغ المالي للأخ الأصغر؛ لأنه الوحيد الذي لم يتزوج حينها.
والبيت عبارة عن: طابق لي متزوج فيه، وأخذ أخي طابقًا مثله، والبنتان أخذتا كلٌّ منهما قطعةَ أرضٍ فضاء والذهب والمنقولات.
وبالجملة كل منهم أخذ أكثر من حقه، عدا أنا، والسبب أنني كنت مسافرًا، وكنت الأحسن حالًا بينهم.
المهم أنه اقتطعنا من الأرض التي للبنات مساحة صغيرة حوالي 70 مترًا، وقلنا: هي للأخ الأصغر لبناء عيادة عليها، وقد تم التراضي بين الجميع ولو ظاهريًّا والله أعلم بالنوايا، والجميع كما قلت أخذ أكثر من حقه إلا أنا.
المهم أنه كان في نيتي أنه إذا احتجت إلى البناء فوق عيادة أخي مستقبلًا فهذا حقي، ولكن لم نتكلم في شيء.
المهم بعد سنة قام أخي ببيع قطعة الأرض لإحدى أخواته، وقام بصرف النقود ولم نتكلم في الأمر؛ لأنني كنت غير محتاج وقتها.
المهم الآن تبدل الحال، فقد فقدتُ مصدر دخلي، كما أنني كبرت وابتُليت بالأمراض من الضغط والسكر والحمد لله على كل حال.
أما الآن فلدي عائلة كبيرة تحتاج إلى مصاريف، وفي المقابل تبدَّل حال أخي وأصبح ميسورًا بعد سفره للخارج.
والسؤال: هل يحق لي شرعًا المطالبة بثمن نصف قطعة الأرض التي باعها من قبل حسب سعرها الحالي أم لا؟ وماذا أرد عليه لو قال لي إن ذلك حدث في الماضي، وقد سقط حقك بالتقادم. فهل يوجد تقادم في الشرع؟
وأخيرًا: ماذا لو قال: أنت وافقت على إعطائي الأرضَ سابقًا، وليس لك حق الرجوع الآن؟ ما هو حكم الشرع؟
آسف على الإطالة، ولكن أردت التوضيح فقط، مع العلم أنه يوجد جفاء بيني وبين أخي بسبب زوجته. أرشدوني جزاكم الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الظاهر أنكم تراضيتم على منح أخيكم الأصغر هذه القطعة من الأرض، ولم تشترطوا عليه ساعتها شيئًا، وقد استقرت الأوضاع على ذلك، ولا علم له بما أكننته في صدرك.
فلا ينبغي لك الآن أن تُطالبه باسترداد نصف قيمة الأرض بدعوى أنك وحدك الذي لم تستوفِ حقك كاملًا من الميراث، فهذه القطعة أُخذت من أخواتك البنات، وليست منك، فهي في الظاهر ملكٌ لهن، فكيف تأتي اليوم لتطالب بنصفها لك؟
أرى أن تأتمر بينك وبينه بمعروف، وأن يكون حل هذه المسألة إن شئت صلحًا وليس قضاء، أي أن يتوسط بينكم بعض أهل الدين، ويستجيش فيه عاطفة الأخوة وصلة الرحم، ولعله أن يصل معه إلى حل رضائي تقرُّ به عينك، ولا أرى لك مقاضاته وأنت لم تشترط عليه من قبل شيئًا. والله تعالى أعلى وأعلم.