مات وترك خمسة أبناء وثلاث بنات وزوجة

والدي توفاه الله منذ أكثر من عشرين عامًا، وترك خمسة ذكور وثلاث بنات وزوجة، وترك منزلًا مساحته تسعون مترًا، مكونًا من طابقين، أحد الطابقين بناه الابن الأكبر على نفقته في حياة الأب وعاش به.
وبعد وفاة والدي بعام توفي أخي الأكبر وترك زوجة وابنًا، ولم يتم توزيع الميراث إلى الآن، بل عاش الجميع مع الأم في نفس البيت.
ثم في خلال العشرين عامًا الماضية تم بناء ثلاثة طوابق أخرى، وتزوج وعاش فيها باقي الذكور، وتزوجتِ البنات الثلاث، فكيف يتم توزيع الميراث الآن؟ وهل يدخل في توزيع الميراث البيت كله أم طابق واحد ام اثنان؟ وما نصيب أخي المتوفى؟ وهل يعطى لزوجته وابنه؟ مع العلم أن الأم تقول: ما تم بناؤه كان بمساعدتها، وقبل زواج الذكور، أي أنه ملك للجميع. وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
ففي مثل هذه الأمور المتداخلة ينبغي أن يأتمر الناس فيها بينهم بمعروف، وأن يذكروا دعاء النبي صلى الله عليه سلم: «رَحِمَ اللهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى»(1).
والأصل أن ما تركه الوالد عند موته تَرِكة للجميع، وأن ما بناه أحد أولاده في حياته من ماله وسكن فيه فإن له قيمة بنائه، ويشترك الورثة جميعًا فيما وراء ذلك.
وفي قضيتكم هذه للزَّوْجة الثُّمن لوجود الفرع الوارث، والبقية للأولاد للذكر مثل حظ الأنثيين، فيوزع البيت على هذا النَّحْو.
ومن بنى منكم شيئًا من خالص ماله ولم تَطِب نفسه بأن يجعله على الشيوع اختُص بقيمته، فابحثوا لكم عن خبير يقسم بينكم في ضوء هذه المبادئ، واذكروا أن بينكم رَحِمًا يجب أن تُوصل، واحذروا أن تجعل من حطام الدُّنيا سببًا لفساد ذات بينكم.
ونسألُ اللهَ لكم الهدى والتقى، والعفاف والغنى. والله تعالى أعلى وأعلم.

____________________-

(1) أخرجه البخاري في كتاب «البيوع» باب «السهولة والسماحة في الشراء والبيع» حديث (2076)، من حديث جابر بن عبد الله عز و جل .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   03 الوصايا والفرائض

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend