اشترى أبي قطعة أرض في إحدى المدن الجديدة لبناء عمارة سكنية وقام بدفع ثمن الأرض من ماله الخاص، ثم قام أخي الأكبر بدفع تكاليف بناء العمارة حتى أصبحت خمسة أدوار كاملة، وكتب أبي شقتين منها باسم أخي وشقة باسم أختي، وهناك شقتان بالعمارة باسم أبي وأمي.
توفي أبي وأمي ونحن أربع إخوة، ولدان وبنتان، فما نصيب كل منا في هذه العمارة؟ وهل تحسب قيمة سعر الأرض بالقيمة الحالية أم بسعرها وقت الشراء؟ وما مصير المبالغ التي قام أخي الأكبر بدفعها في بناء العمارة، هل تعتبر دينًا على والدي يجب الوفاء به من الميراث؟ علمًا بأن أبي قد أعطى لأخي الأصغر شقة سكنية في مكان آخر للزواج بها، فهل يضيع حقه في ميراث العمارة السكنية سواء الأرض أو المباني؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
كان ينبغي على والدك أن يتوخى العدل في العطية، فكما أعطاكما كان ينبغي عليه أن يعطي بقية ولده مثل ذلك، وما بذله أخوك الأكبر لأبيك في بناء البيت إن كان قد فعل ذلك تبرعًا لأبيه وبرًّا به فليس له أن يطالب بتعويض أو مقابل بعد موته، وإن لم يكن كذلك فيكون ما أنفقه دينًا على التركة يوفى منها قبل قسمها، والذي نقترحه أن تأتمروا بينكم بمعروف، وأن تجلسوا إلى بعض أهل العلم ليشرف على تصفية هذه الحقوق وتسوية آثارها، ونوصيكم بالتغافر، وألا تجعلوا للشيطان حظًّا في مجلسكم هذا.
أما عن قسمة التركة فننصحكم بأن تعيدوا القسمة مرة أخرى لتكون بينكم جميعًا، للذكر مثل حظ الأنثيين، وينظر إليها في وضعها الراهن بقيمتها الراهنة، إلا ما اعتبر دينًا على التركة فإنه ينظر إلى مقداره عند انعقاده، فإن الديون توفى بأمثالها لا بقيمها، ولا عبرة بتذبذبات الأسعار ولا بفروق التضخم. وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، والله تعالى أعلى وأعلم.