ماتت وتركت ضمن تركتها تماثيل زينة تساوي نصف مليون

امرأة ماتت وتركت ضمن تركتها تماثيل زينة تساوي نصف مليون جنيه، كيف يتم التصرف فيها؟ ولكم جزيل الشكر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الله تعالى إذا حرم شيئًا حرَّم ثمنَه، ولما كان لا يجوز اتخاذ التماثيل، سواء أكان للزينة أو لغيرها، فإنه لا يجوز بيعها، ولكن إذا تغيرت ملامح التمثال فإنه يجوز بيع أنقاضه والاستفادة من مادته إن كانت من معدن نفيس له قيمة بعد النقض، ومثل ذلك إذا قطع رأس التمثال فقد خرج عن مناط التحريم، فإنما الصورة الرأس(1)، فإذا قطع الرأس فلا صورة؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْبَابِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامٌ سِتْرٍ(2) فِيهِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ، فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي عَلَى بَابِ الْبَيْتِ يُقْطَعُ فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ، وَمُرْ بِالسِّتْرِ فَلْيُقْطَعْ فَلْيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتَانِ مَنْبُوذَتَانِ تُوطَآنِ، وَمُرْ بِالْكَلْبِ فَلْيُخْرَجْ»(3).
ومثله كذلك إذا طُمست ملامح الوجه من الصورة، كطمس الأنف والعينين ونحوه، ويمكن بيعه بعد ذلك.
ووجود هذا التمثال فتنة لأصحابه؛ ليعلموا أيَّهما أغلى عليهم: دينهم أم دنانيرهم؟!
وأسأل الله أن يأخذ بنواصيهم إلى ما يحب ويرضى. والله تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) فقد أخرج البيهقي في «الكبرى» (7/270) حديث (14357) أن ابن عباس ب قال: «الصورة الرَّأْس، فإذا قطع الرَّأْس فليس هو صورةً».

(2) الستر الرقيق من صوف ذو ألوان. انظر: «تحفة الأحوذي» (7/141).

(3) أخرجه أبو داود في كتاب «اللباس» باب «في الصور» حديث (4158)، والترمذي في كتاب «الأدب» باب «ما جاء أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة ولا كلب» حديث (2806)، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   03 الوصايا والفرائض

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend