كيفية تقسيم مستحقات مالية لميت منذ عشرين سنة

توفي منذ قرابة عشرين سنة، وما كان له من تركة يومها قسم على ورثته، ثم بعد عدة سنوات تزوَّجت زوجته وأنجبت، ثم اليوم ظهرت له مستحقات مالية فيما يُعرف بـ«الحوالات الصفراء»؛ نظرًا لتزامن نزوله من العراق مع أيام الغزو، ومن المتوقع أن يكون المبلغ قرابة 12000 جنيه، فهل لزوجته ميراث شرعي في ذلك المبلغ؟ وهل في تلك الأموال التي تُفرض على العراق في ظروفه الراهنة لمئات الآلاف من العمالة الأجنبية التي كانت هناك في تلك الفترة شبهة محرمة؟ أرجو توضيح المسألة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فالأصل أن مستحقات الموظف إن كانت جزءًا من عمله أو تعويضًا عما لحقه من مضرة بمناسبة عمله فإنها من جملة أمواله التي تُورَث عنه، أما إن كانت منحة من جهة العمل فإنها تصرف حسب توجيهات هذه الجهة، فإن لم يكن لها توجيه خاص بشأن إنفاقها جرت عليها قواعد الميراث.
وفي النازلة المسئول عنها يظهر أن هذه المبالغ ليست منحةً من جهة العمل، وإنما هي استحقاقات نتجت عن عمل هؤلاء مع مؤسسات هذه الدولة أو شركاتها الخاصة ثم تمَّ إجلاؤهم بسبب الحرب، ولم يتمكنوا من استيفاء مستحقاتهم في حينها، فتكون ميراثًا يوزع بين الورثة الذين كانوا على قيد الحياة عند موت صاحب هذه النازلة وإن طال المدى.
والأصل هو حِلُّ هذه الاستحقاقات، إلا لمن تأكد أنها لم تكن عوضًا عن عمل أو مضرة، بل فُرضت عَسْفًا وجَوْرًا على هذه الدولة، ولا سبيل إلى التحقق من ذلك في هذه الظروف فتبقى على أصل الحل. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   03 الوصايا والفرائض

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend