أخذ جزء من الميراث غصبًا

أعزكم الله بالإسلام وأعز الإسلام بكم. هناك موضوع شائك أود التعرف على حقيقته من سيادتك ألا وهو أن لي شقيقة واحدة وليس لنا إخوة آخرون، ووالدي ميسور الحال والحمد لله، عمل طوال حياته لنعيش في مستوى جيد، والحمد لله، إلى أن أخذنا شهادتينا العُلْيَين، وتزوجت أختي وطوال العشرة أعوام الأخيرة عملنا أنا وأبي معًا، فهو بالتمويل المادي وأنا بالمجهود وحماس الشباب، عملنا في هذه الأعوام العشرة في أكثر من مشروع فتارة نربح وتارة نخسر، وفي الربح والخسارة لم ننسَ أختي يومًا سواء في المناسبات أو في غيرها، غير أن أبي لم يبخل عليها في زواجها، فكان لها ما تشاء إلى أن قادتنا الأقدار ودخلتُ أنا السجن ظلمًا مدة عام، إلى أن ظهرت براءتي وخرجت، فإذا بي أفاجأ أن أبي أستأمن أختي على توكيل منه إليها فاستغلَّت التوكيل وأخذت نصف مال أبي عنوة، وعندما طلب منها أن ترد ما كتبته باسمها أبَتْ ورفضت وتركت لنا جميعًا النصف بزعم أن هذا حقُّها، وأن أبي ظلمها حين كان يمول المشاريع التي كنا نعمل بها معًا، وإلى الآن أبي غاضب من جراء فعلتها، وبالتالي أثرَّت على علاقتنا الأسرية، ونحن إلى اليوم لم نقاطعها بل نعامل فيها الله عز وجل.
السؤال: هل هو حقها ما فعلت؟ وإنها قالت: «لحين وفاة والدي فلن أجد شيئًا آخذه في الميراث، ولذلك فعلتُ ما فعلتُ». وإذا لم يكن حقها فما العمل من وجهة نظر سيادتكم؟ أفادكم الله أفتونا وآسف على الإطالة.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فما فعلته أختك- إن صحت روايتك- خيانة للأمانة، وبغي لا يحل لها، وستجد مغبته إن عاجلًا أو آجلًا ما لم تبادر إلى توبة صادقة، والوالد مطالب بالتسوية بينها وبينكم في الحياة، وأن تأخذ نصيبها في الميراث بعد الممات على وفاق الشريعة، للذَّكر مثل حظ الأُنثيين، وننصح لها بالرجوع عمَّا فعلت، وأن تَسْتَعْتِب والدَها عن عقوقها له وخيانتها لأمانته، وننصح لكم أن تَرفُقُوا بها، وأن تُعِينوها على شيطانها، وأن تردُّوها إلى الجادة ردًّا رفيقًا، فهي أختُكم في نهاية المطاف، ولن تطيب أنفسُكم برؤيتها تدور عليها الدوائر ويحل بها شؤم أعمالها! ونسأل الله لكم التوفيق والسداد، والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend