أُحب أن أعرفَ حكم التَّبرُّع بالمشيمة وذلك في أقصى وقتٍ ممكن.
أنا في النرويج، وهذا ثالثُ حمل لي بفضل الله وعونه، وفي مراجعتي الأخيرة أعطتني الطبيبة مقالةً عن الدِّراسات والبحوث التي تُقام في المختبرات عندهم على المشيمة، وسألتني أن أُقرِّر في النِّهاية إذا كنت أريد التَّبرُّع بالمشيمة لهم بعد الولادة لغرض إجراء بحوثٍ مخبرية عليها لخدمة أبحاث المستشفى، وإلا فالمشيمة تُرمى حقيقة، أنا لا أعرف هل تتوقَّف المسألة على حكمٍ شرعيٍّ أم لا؟ مع العلم بأن لي مُطلَقَ الحُرِّيَّة في الرفض أو القبول، وأنا حقيقة أُفضِّل التَّبرُّع بها، وخصوصًا أنها تُستعمل لعلاج بعض الأمراض السرطانيَّة. أتمنَّى من الله العليِّ العظيم أن أجد الإجابة لديكم مع شكري الكبير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في التَّبرُّع بالمشيمة لغاياتٍ طِبِّيَّة، فإنها تُستخدم لإنتاج الخلايا الجذعيَّة التي تُسهم في علاج كثيرٍ من الأمراض، وقد تُستخدم في غير ذلك من أنواع التَّداوي المشروعة، وقد تناول المجمع الفقهيُّ التَّابع لرابطة العالم الإسلامي هذا الموضوع في دورته السَّابعة عشرة بمكـة المكرمة سنة 2003م، وبعد استعراض الأبحاث الـمُقدَّمة في الموضوع واستعراض التَّوْصيات الصَّادرة عن الـمُنظَّمة الطِّبِّيَّة قرَّر جواز الاستفادة من الخلايا الجذعيَّة المأخوذة من الكبار البالغين بإذنٍ خاص منهم، ومن دون البالغين بإذن خاصٍّ من أوليائهم، أو المأخوذة من المشيمة أو الحبل السري، أو المأخوذة من الجنين السقط سقطًا تلقائيًّا غير مفتعلٍ، أو كان سقوطُه لسببٍ علاجيٍّ يُجيزه الشَّرع وبإذن الوالدين، أو المأخوذة من اللقائح الفائضة من مشاريع أطفال الأنابيب، بشرط أن يكونَ المنيُّ والبويضة لرجلٍ وامرأةٍ مُتزوِّجين. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.