أخي عمره 55 سنة، سقط من على الدراجة النارية من خلفي برغم أننا كنا معًا نسير بأقل سرعة، وهو ذاهب فَرَحَ أخيه، فوقع على الجمجمة، فحصل له تجلطٌ دموي ودخل في غيبوبة من أول ما سقط وتوفي بعدها بيومين. هل هو يكتب شهيدًا بإذن الله؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فنسأل الله جل وعلا أن يتغمَّد أخاك برحمته، وأن يُسكنه فسيحَ جناته، وقد كان خروجُه في صلة رحم، وموته في هذا الحادث لم يكن نتيجةَ طيشٍ في القيادة أو مبالغة في السرعة.
فنرجو أن يكون من الشهداء إن شاء الله؛ لقياسه على من مات بالهدم الذي عدَّه النبي ﷺ من الشهداء(1).
وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز : عمن يُتوفى بحادث سيارة هل يكون شهيدًا؟ فأجاب بذلك. وها هو نص الاستفتاء والجواب بارك الله فيكم:
س: المتوفون في حوادث السيارات هل هم شهداء؟
جواب الشيخ رحمه الله تعالى: يُرجى لهم الشهادة؛ لأنه مثلُ صاحب الهدم، صاحب الهدم شهيد، صاحب الغرق شهيد، وصاحب الحادث بالسيارة الذي تصدم أو تنقلب فيه السيارة حتى يموت هو من جنس صاحب الهدم، نرجو له الشهادة، نعم. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الجهاد والسير» باب «الشهادة سبع سوى القتل» حديث (2829)، ومسلم في كتاب «الإمارة» باب «بيان الشهداء» حديث (1914) من حديث أبي هريرة أن رسولَ الله ﷺ قال: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ وَالمَبْطُونُ وَالْغَرِيقُ وَصَاحِبُ الْـهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ الله».