وطء الحائض بعد انقطاع الدم وقبل الغسل

ما حكم الجِماع بعدما انقطعت الدورة عن الزَّوجة ولم تغتسل؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن جماهيرَ أهل العلم على أن جماع الحائض لا يكون إلا بعد انقطاع حيضها وتطهُّرها من المحيض، لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]، أي: إذا اغتسلن، هكذا فسَّره ابنُ عباس، بل إن هذا منهم كالإجماع على حرمة خلافه.
قال ابن قدامة: في «المغني» عند قول الخرقيِّ: «فإن انقطع دَمُها فلا تُوطأ حتى تغتسل. وجملته: أن وَطْءَ الحائض قبل الغسل حرامٌ وإن انقطع دَمُها في قول أهل العلم. قال ابنُ الـمُنذر: وهذا كالإجماع منهم. وقال أحمد بن محمد المروزي: لا أعلم في هذا خلافًا. وقال أبو حنيفة: إن انقطع الدَّم لأكثر الحيض حَلَّ وَطْؤُها، وإن انقطع لدون ذلك لم يُبَحْ حتى تغتسل أو تتيمَّم أو يمضي عليها وقتُ صلاةٍ.
ولنا قولُه تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ﴾ [البقرة: 222]، يعني إذا اغتسلن، هكذا فسَّره ابنُ عباس… إلى أن قال: فشَرَط في الإباحة شرطين: انقطاع الدَّم والاغتسال، فلا يُباح إلا بهما». انتهى(1). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) «المغني» (1/205).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 الطهارة, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend